أركان الخطبة

ادارة الموقع

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات: أحكام الخطبة

 

 

أركان الخطبة :

ذكر بعض الفقهاء أن للخطبة أركاناً لا تستقيم إلا بها، ومتى فقد ركن منها لم تصح الخطبة، وهذا هو المشهور من مذهب الشافعية و الحنابلة .
وأركان الخطبة عندهم : حمد الله ، والصلاة على النبي صلى الله عليه، وقراءة آية، والوصية بتقوى الله عز وجل.
وأقوى ما استند عليه أرباب هذا القول هو مجرد الفعل من النبي صلى الله عليه وسلم، لكن الفعل بمجرده لا يدل على الوجوب على الصحيح، فضلا عن الركنية.
والمشهور من مذهب الحنفية أن الخطبة تصح بما يصدق عليه اسم الخطبة عرفا، فيجزئ كل ما يسمى خطبة من تسبيح وتهليل وتحميد .
واستدلوا على ذلك أن المشروط هو الخطبة، والخطبة في العرف اسم لما يشتمل على تحميد الله، والثناء عليه، والصلاة على رسول الله ? والدعاء للمسلمين، والوعظ والتذكير لهم دون التزام بأركان محددة، فينصرف المطلق إلى المتعارف .
وقد مال الشوكاني عليه ـ رحمة الله ـ إلى عدم اشتراط أركان في الخطبة لا تصح إلا بها، وذهب إلى أن حاصل الخطبة وروحها هو الموعظة الحسنة من قرآن أو غيره ، وأما من أوجب بعض الشروط وأهمل البعض الآخر فهذا مما لا ينبغي من منصف .
وقال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله : اشتراط الفقهاء الأركان الأربعة في كل من الخطبتين فيه نظر ، وإذا أتى في كل خطبة بما يحصل به المقصود من الخطبة الواعظة الملينة للقلوب فقد أتي بالخطبة ، ولكن لاشك أن حمد الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقراءة شيء من القرآن ، من مكملات الخطبة وهي زينة لها . اهـ .
ولعل هذا القول هو الأولى من جهة النظر، لكن الأحرى بالخطيب أن يجمل خطبته بحمد الله والصلاة على رسوله عليه الصلاة والسلام فهذا من أكمل ما تقوم به الخطبة.
أما الموعظة فهي لب الخطبة وروحها لكن لا تتعين لها الوصية بتقوى الله عز وجل بل كل ما يؤدي مقصود الموعظة بحسب حال المستمعين وحاجتهم تأدى به المشروع.
وكذا قراءة آية أو أكثر ليس مما تتوقف صحة الخطبة عليه، فليس في النصوص ما يقتضي القول باشتراطها، والله أعلم بالصواب.

 

 

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات