محمد بن إسحاق بن خزيمة (إمام الأئمة)

شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي

2022-10-07 - 1444/03/11
التصنيفات: شخصيات تاريخية

اقتباس

المجتهد المطلق البحر العجاج, والحبر الذي يخاير في الحجي, ولا يناظر في الحجاج, جمع أشتات العلوم, وارتفع مقداره فتقاصدت عنه طوالع النجوم, وأقام بمدينة نيسابور إمامها حيث الضراغم مزدحمة, وفردها الذي رفع العلم بين الأفراد علمه, والوفود تفد على ربعه, لا يتجنبه منهم إلا الأشقى, والفتاوى تحمل عنه براً وبحرا ً, وتشق الأرض شقا, وعلومه تسير فتهدي في كل سوداء مدلهمة, وتمضي علماً تأتم الهداة به, وكيف...

 

 

 

 

التعريف به:

 

اسمه: محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر أبو بكر السلمي النيسابوري الشافعي.

 

مولده: ولد سنة ثلاث وعشرين ومائتين.

 

صفته: قال السبكي: قيل له يوما: لو قطعت لنفسك ثياباً تتجمل بها ؟ قال: ما أذكر نفسي قط, ولي أكثر من قمصين.

 

وقال أبو أحمد الدارمي: وكان له قميص يلبسه, وقميص عند الخياط, فإذا نزع الذي يلبسه ووهبه, عدوا إلى الخياط, وجاؤا بالقميص الآخر.

 

وقيل له يوماً : لو حلقت شعرك في الحمام ؟ فقال: لم يثبت عندي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل حماماً قط, ولا حلق شعره, وإنما تأخذ شعري جارية لي بالمقراض.

 

ثناء العلماء عليه:

 

قال أبو بكر محمد بن سهل الطوسي: سمعت الربيع بن سليمان, وقال لنا: هل تعرفون ابن خزيمة ؟ قلنا: نعم, قال: استفدنا منه أكثر مما استفاد منا.

 

وعن عبد الرحمن بن أبي حاتم, وسئل عن ابن خزيمة, فقال: ويحكم ! هو يسأل عنا, ولا نسأل عنه؛ هو إمام يقتدى به.

 

وقال الذهبي: الحافظ الحجة الفقيه شيخ الإسلام إمام الأئمة.

 

وقال الحافظ أبو علي النيسابوري: لم أر أحداً مثل ابن خزيمة.

 

قال الذهبي: يقول مثل هذا, ووقد رأى النسائي.

 

وقال أبو الحسن الدارقطني: كان ابن خزيمة إماماً ثبتاً معدوم النظير.

 

وقال أبو الحسين بن محمد الحافظ: لأم أر مثل محمد بن إسحاق.

 

وقال الأسنوي في طبقاته: صار ابن خزيمة إمام زمانه بخراسان, رحلت إليه الطلبة من الآفاق.

 

وقال الحاكم: فضائل إمام الأئمة ابن خزيمة عندي مجموعة في أوراق كثيرة ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتاباً سوى المسائل, والمسائل المصنفة أكثر من مائة جزء, قال: وله فقه حديث بريدة في ثلاثة أجزاء.

 

وعن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن المضارب قال: رأيت ابن خزيمة في النوم فقلت: جزاك الله عن الإسلام خيرا ً, فقال: كذا قال لي جبريل في السماء.

 

وقال التاج السبكي: المجتهد المطلق البحر العجاج, والحبر الذي يخاير في الحجي, ولا يناظر في الحجاج, جمع أشتات العلوم, وارتفع مقداره فتقاصدت عنه طوالع النجوم, وأقام بمدينة نيسابور إمامها حيث الضراغم مزدحمة, وفردها الذي رفع العلم بين الأفراد علمه, والوفود تفد على ربعه, لا يتجنبه منهم إلا الأشقى, والفتاوى تحمل عنه براً وبحرا ً, وتشق الأرض شقا ً, وعلومه تسير فتهدي في كل سوداء مدلهمة, وتمضي علماً تأتم الهداة به, وكيف لا وهو إمام الأئمة.

 

وحكى أبو بشر القطان قال: رأى جار لابن خزيمة من أهل العلم, كأن لوحاً عليه صورة نبيناً صلى الله عليه وسلم وابن خزيمة يصله, فقال المعبر: هذا رجل يحيي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

طلبه للعلم وسعة علمه:

 

قيل لابن خزيمة يوما: من أين أوتيت العلم ؟ فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ماء زمزم لما شرب له ", وإني لما شربت ماء زمزم, سألت الله علماً نافعا.

 

وقال محمد بن الفضل بن محمد؛ يعني: ابن إسحاق: سمعت جدي يقول: أستأذنت أبي في الخروج إلى قتيبة, فقال: اقرأ القرآن أولاً حتى آذن لك, فاستظهرت القرأن, فقال لي: امكث حتى تصلي بالختمة ففعلت, فلما عيدنا أذن لي, فخرجت إلى مرو, وسمعت بمرو الروذ من محمد بن هشام صاحب هيثم, فنعي إلينا قتيبة.

 

قال أبو محمد حسينك: سمعت إمام الأئمة أبا بكر يحكي عن علي ابن خشرم عن ابن راهويه أنه قال: أحفظ سبعين ألف حديث, فقلت لابن خزيمة: كم يحفظ الشيخ ؟ فضربني على رأسي وقال: ما أكثر فضولك ثم قال: يا بني ما كتبت سوداء في بيضاء, إلا وأنا أعرفه.

 

قال أبو علي الحافظ: كان ابن خزيمة يحفظ الفقهيات من حديثه كما يحفظ القارئ السورة.

 

وعن أبي حاتم بن حبان التميمي قال: ما رأيت على وجه الأرض من يحفظ صناعة السنن, ويحفظ ألفاظها الصحاح وزياداتها, حتى كأن السنن كلها بين عينيه, إلا محمد بن إسحاق بن خزيمة فقط.

 

وقال الإمام أبو بكر محمد بن علي الشاشي: حضرت ابن خزيمة فقال له أبو بكر النقاش المقرئ: بلغني أنه لما وقع بين المزني وابن عبدالحكم, قيل للمزني: أنه يرد على الشافعي. فقال المزني: لا يمكنه إلا بمحمد بن إسحاق النيسابوري, فقال أبو بكر: كذا كان.

 

وقال محمد بن إسماعيل السكري: سمعت ابن خزيمة يقول: حضرت مجلس المزني, فسئل عن شبه العمد, فقال له السائل: إن الله وصف في كتابه القتل صنفين: عمداً وخطأ, فلم قلتم: إنه ثلاثة أقسام, وتحتج بعلي ابن زيد بن جدعان, فسكت المزني؛ فقلت لمناظره: قد روى الحديث أيضاً أيوب وخالد الحذاء, فقال لي: فمن عقبة بن أوس ؟ قلت: شيخ بصري قد روى عنه ابن سيرين مع جلالته, فقال للمزني: أنت تناظر أو هذا ؟ قال: إذا جاء الحديث فهو يناظر, لأنه أعلم به مني, ثم أتكلم أنا.

 

وقال الإمام أبو العباس بن سريج, وذكر له ابن خزيمة و فقال: يستخرج النكت من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمنقاش.

 

وقال الذهبي: وقد كان هذا الإمام جهبذاً بصيراً بالرجال فيما رواه عنه أبو بكر محمد بن جعفر, شيخ الحاكم: ليست أحتج بشهر بن حوشب ولا بحريز ابن عثمان؛ لمذهبه, ولا بعبد الله بن عمر, ولا ببقية, ولا بمقاتل ابن حيان, ولا بأشعث بن سوار, ولا بعلي بن جدعان, لسوء حفظه, ولا بعاصم بن عبدالله, ولا بابن عقيل, ولا بيزيد بن أبي زياد, ولا بمجالد, ولا بحجاج بن أرطأة؛ إذا قال: عن, ولا بأبي حذيفة النهدي, ولا بجعفر بن برقان, ولا بأبي معشر نجيح, ولا بعمر بن أبي سلمة, ولا بقابوس بن ابي ظبيان, ثم سمي خلقاً دون هؤلاء في العدالة, فإن المذكورين احتج بهم غير واحد.

 

قال الحاكم: وسمعت الحسين بن الحسن يقول: سمعت عمي أبا زكريا يحيى التميمي يقول: استلقينا الأمير أبا إبراهيم إسماعيل بن أحمد لما ورد نيسابور مع ابن خزيمة, ومعنا أبو بكر بن إسحاق وقد تقدمنا أبو عمرو الخفاف, ومعه جماعة من مشايخ البلد, فيهم أبو بكر الجارودي, فوصلنا إليه, وأبو عمرو عن يمينه, والجارودي عن يساره, والأمير يتوهم أن الجارودي هو ابن خزيمة؛ لأنه لم يكن قبل ذلك عرفهم بأعيانهم و فلما تقدمنا إليه, سلم ابن خزيمة عليه, فلم يلتفت إليه الالتفات إلى مثله, وكان أبو عمرو يساره, وهو يحدثه, إذ سأله عن الفرق بين الفيء والغنيمة, فقال له أبو عمرو: هذه من مسائل شيخنا أبي بكر محمد بن إسحاق؛ فاستيقظ الأمير مما كان فيه من الغفلة, وأمر الحاجب أن يقدمه إليه, وعانقه, واعتذر إليه من التقصير في أول اللقاء, ثم سأله ما الفرق بين الفيء والغنيمة ؟ فقال: قال الله تعالى: ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى ) [الأنفال: 41], ثم جعل يقول: حدثنا وأخبرنا, ثم قال: قال الله تعالى: ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى ) [الحشر: 7], وأخذ يقول: حدثنا وأخبرنا.

 

قال عمي: وعددنا مائة ونيفا وسبعين حديثا, سردها من حفظه في الفيء والغنيمة.

 

وقال الذهبي: عني في حداثته بالحديث والفقه حتى صار يضرب به المثل في سعة العلم والإتقان.

 

اتباعه للسنة:

 

قال الحاكم: سمعت أبا بكر بن بالويه سمعت أبا بكر بن إسحاق, وقيل له: لو حلقت شعرك في الحمام فقال: لم يثبت عندي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حماماً قط, ولا حلق شعره إنما تأخذ شعري جارية لي بالمقراض.

 

وقال أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري: سمعت ابن خزيمة يقول: ليس لأحد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قول إذا صح الخبر.

 

وقال الحاكم: سمعت محمد بن صالح بن هانىء, سمعت ابن خزيمة يقول: من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته, فهو كافر حلال الدم و وكان ماله فيئا.

 

قال الذهبي: من أقر بذلك تصديقاً لكتاب الله, ولأحاديث رسول الله وآمن به مفوض معناه إلى الله ورسوله, ولم يخض في التأويل ولا عمق فهو المسلم المتبع, ومن أنكر ذلك فلد يدر بثبوت ذلك في الكتاب والسنة فهو مقصر, والله يعفو عنه, إذ لم يوجب الله على كل مسلم ما ورد في ذلك, ومن أنكر ذلك بعد العلم, وقفاً غير سبيل السلف الصالح, وتعتدي على النص, فأمره إلى الله, نعوذ بالله من الضلال والهوى.

 

وكلام ابن حزيمة هذا – وإن كان حقاً – فهو فج لا تحتمله نفوس كثير من متأخري العلماء.

 

قال أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه: سمعت ابن خزيمة يقول: القرآن كلام الله, ومن قال: إنه مخلوق فهو كافر يستتاب, فإن تاب, وإلا قتل, ولا يدفن في مقابر المسلمين.

 

قال الذهبي: ولابن خزيمة عظمة في النفوس, وجلالة في القلوب؛ لعلمه ودينه واتباعه السنة, وكتابه في التوحيد مجلد كبير, وقد تناول في ذلك حديث الصورة.

 

قال الذهبي: فليعذر من تأول بعض الصفات, وأما السلف فما خاضوا في التأويل, بل آمنوا وكفوا وفوضوا علم ذلك إلى الله ورسوله, ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده مع صحة إيمانه وتوخيه لاتباع الحق أهدرناه وبدعناه, لقل من يسلم معنا, رحم الله الجميع بمنه وكرمه.

 

قال الحاكم سمعت أبا عمرو بن إسماعيل يقول: كنت في مجلس ابن خزيمة فاستمدني مدة, فناولته بيساري إذ كانت يميني قد اسودت من الكتابة, فلم يأخذ القلم وأمسك, فقال لي بعض أصحابة: لو ناولت الشيخ بيمينك, فأخذت القلم بيميني, فناولته فأخذ مني.

 

مسائل وفوائد عن إمام الأئمة:

 

قال التاج السبكي: ذهب إلى أن رفع اليدين ركن من أركان الصلاة, نقله الحاكم في ترجمة محمد بن علي العلوي.

 

وقال: إن الجماعة شرط في صحة الصلاة, نقله الإمام وغيره, وأن من صلى خلف الصف وحده يعيد.

 

قال أبو عاصم: قال ابن خزيمة في معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله خلق آدم على صورته ", فيه سبب, وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يضرب وجه رجل, فقال: " لا تضرب على وجهه؛ فإن الله خلق آدم على صورته ".

 

محنته:

 

ــ كان لابن خزيمة عظمة في النفوس وجلالة في القلوب لعلمه ودينه وإتباعه للسنة، وبلغ الإمام رتبة الاجتهاد وتفرد على أهل زمانه وتقدمهم في السن والعلم، وكان له أصحاب وتلاميذ صاروا في حياته نجوم عصرهم وأئمة كبارًا يشد إلى حلقهم الرحال، ولعل ذلك سبب تسمية ابن خزيمة بإمام الأئمة، ومن هؤلاء الأصحاب الأئمة: أبو علي الثقفي وهو أول من حمل علوم الشافعي ودقائق ابن سريج إلى خراسان، وأبو بكر الصبغي خليفة ابن خزيمة في الفتوى وأحسن الجماعة تصنيفًا وأحسنهم سياسة في مجالس السلاطين، وأبو بكر بن أبي عثمان وهو أكثرهم جمعًا للعلوم ورحلة له وهو شيخ المجاهدين، وأبو محمد يحيى بن منصور وكان من أصلح الناس للقضاء.

* وتبدأ فصول محنة ابن خزيمة عندما ورد إلى نيسابور رجل معتزلي فاسد العقيدة والطوية أيضًا اسمه منصور الطوسي، وأخذ هذا الرجل في حضور مجالس ابن خزيمة لسماع آرائه وأقواله في العقيدة، فلما عاين ما عاين من الأربعة الذين سميناهم داخله الحسد وأكل قلبه الغل، وأخذ يخطط من أجل إيقاع الفرقة بين الإمام وأصحابه، واجتمع مع رجل على شاكلته هو أبو عبد الرحمن الواعظ القدري المعتزلي، واتفقا على تفاصيل المؤامرة وعلى بث الوشايات الكاذبة عند الإمام ابن خزيمة بحق أصحابه، واتهامهم بالخوض في باب العقائد، وأنهم على مذهب الكلابية [ أتباع ابن كلاب المتكلم ]، وبالفعل أخذ الرجلان في الكلام بحق هؤلاء الأئمة عند أستاذهم ابن خزيمة.

وحدث ذات مرة أن تكلم أبو علي الثقفي عن مسألة كلام الله بعد أن ثار خلاف بشأنها في إحدى حلق العلم، وكان ابن خزيمة ينهي أصحابه عن هذه المسألة تحديدًا وعن الخوض في الكلام عمومًا، فانتهز منصور الطوسي الفرصة وأسرع إلى الشيخ ابن خزيمة وقال له: ألم أقل للشيخ: إن هؤلاء يعتقدون مذهب الكلابية؟ فجمع ابن خزيمة أصحابه وقال لهم: ألم أنهكم غير مرة عن الخوض في الكلام؟ ولم يزدهم على هذا ذلك اليوم.

لم يزل الطوسي يروح ويجول بفريته على مسامع الشيخ ابن خزيمة حتى جرَّأه على أصحابه واستحكمت الوحشة بين الشيخ وتلاميذه، وزادت الأمور سوءًا بتدخل بعض الأطراف الخارجية حتى وصل الحال بابن خزيمة وكان قد جاوز الثمانين من العمر وضجر وضاق صدره بأن أعلن في محضر من طلاب العلم بأن أصحابه الأربعة كذبة، وأنه محرم على كل طالب علم أن يقبل منهم شيئًا يروونه عن ابن خزيمة، وما هم بكذبة بل أئمة أثبات، ولكنه فعل الطوسي المنحرف الذي سعى بالنميمة والكذب، حتى انحرف الشيخ عن أقرب وأخص أصحابه.

اغتنم الطوسي وأبو عبد الرحمن القدري الفتنة في نشر مذهبهما في الاعتزال ووجدا من بعض الحساد مثل البردعي وأبي بكر بن علي من يساعدهما على تأجيج الفتنة، فانتصب الحافظ أبو عمرو الحيري للصلح بين الجماعة، وشرح لابن خزيمة غرض المعتزلة في فساد الحال حتى استطاع أن يجمع بين الشيخ وأصحابه في مجلس وأصلح بينهم، وكتب الأصحاب عقيدتهم في محضر ووقع ابن خزيمة عليه بالصحة والسلامة، وأودع المحضر عند الحافظ الحيري حتى لا يبقى لمتقول كلام.

لم يكد ينقضي يوم واحد على الصلح وكتابة المحضر حتى أسرع الطوسي ومن على شاكلته من المعتزلة إلى الشيخ ابن خزيمة، وقالوا له: إنهم قد غدروا بك وغيروا من كلام المحضر ليوافق عقيدتهم عقيدة ابن كلاب، فغضب ابن خزيمة بشدة، وكما قلنا إنه كان شيخًا كبيرًا جاوز الثمانين، فأرسل إلى أبي عمرو الحيري يطلب المحضر للتأكد من صحة الخبر، فرفض الحيري، فقوي ظن ابن خزيمة بأنهم قد غدروا به وغيروا كلامه في المحضر، فظل ساخطًا مقاطعًا لأصحابه وتلاميذه الأئمة حتى مات بعد ذلك بقليل.

وهكذا نرى كيف أن أصحاب العقائد الباطلة والمذاهب الفاسدة كانوا وما زالوا يلعبون دورًا خطيرًا في فساد ذات البين وفي محن العلماء الربانيين، وأي محنة أشد على العالم من أن يقاطع تلاميذه ويعادي أخص أصحابه الذين كانوا مصدر فخره وأحد أسباب شهرته والله أعلم بالعاقبة

 

وفاته:

 

قال السبكي: مات ابن حزيمة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.

 

وفي مرثيته قال بعض أهل العلم:

 

يابن إسحاق قد مضيت حميدا ً *** فسقى قبرك السحاب الهتون

مــــــا توليت لا بل العلم ولى *** ما دفناك بــل هو المــــدفون

 

 

----------

المصادر والمراجع:

 

سير أعلام النبلاء

تهذيب الكمال

تذكرة الحفاظ

طبقات الحفاظ

طبقات الشافعية

وفيات الأعيان

البداية والنهاية

شذرات الذهب

من أعلام السلف

ترويض المحن 

 

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات