النجاح: المفهوم: الأسرار، الأسباب، المقاييس، القواعد

زيد بن محمد الرماني

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات: مقالات في الوعي

اقتباس

إنَّ الحياة جهاد، وكل من أحسن نجح وبلغ ما أراده، فللنجاح أسباب، أوثقها وأبعدها أثراً الثبات، واستقبال المصاعب والمشاق بقلب هادئ وصدر رحب. فجاهد في عملك وثق بنفسك، تصل إلى ما تريده من عظيم الغايات وكبير الآمال..

مفهوم النجاح: قيل لي مرة: ما مفهوم النجاح عندك؟ وكيف يمكن تحقيقه؟

قلت: هذا سؤال خطير مهم في هذا العصر، ولفئة من الناس معينة يغلب عليها العمل في الواقع مع الآخرين بشكل عام.

 

من هنا فإني أرى أن النجاح يعني القدرة على تحقيق الأهداف المرسومة، فإن كانت لدى شخص معين أهداف محددة واستطاع من خلال خطوات عملية وأساليب إدارية واجتهادات ذاتية، تحقيق تلك الأهداف، فإنه يُعد ناجحاً وكذلك المجتمع الذي يرتسم تحقيق أهدافه العامة، إذا استطاع من خلال قنواته ومؤسساته تحقيق أهدافه، فإنه المجتمع الناجح، وهكذا الأمر بالنسبة للشركة أو المؤسسة أو الدولة.

 

ولا شك أن تحقيق النجاح يستلزم إتباع قواعده الأساسية، والتي منها:

1- لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.

2- كن حاسماً وحدد أهدافك.

3- تعاون مع زملائك.

4- اكتسب مهارات جديدة.

5- اتقن عملك.

6- طور أفكارك.

7- جدد أساليبك.

8- اكتب تقاريرك بصفة دورية.

9- حاسب نفسك.

10- صحح أخطاءك.

 

وما أصدق تلك العبارة التي تقول: إن مقياس النجاح الحقيقي للمرء، ليس فيما يبلغه دخله من عمله، أو مقدار رصيده المادي وما يملك من عقارات وأموال، ولكن مقاييس النجاح تتوقف على مدى استغلال المرء لمواهبه ومدى إفادته من الفرص وتغلبه على ما يصادفه من متاعب وعقبات. لذلك كان من أوجب الواجبات أن نعد أنفسنا إعداداً كافياً، لا لمواجهة المطالب الحاضرة فحسب، وإنما لما هو أبعد من ذلك.

 

أسرار النجاح:

يظن بعض الناس أنَّ حكمة الاقتصاد تقتصر على المال، وفاتَهم أنها تشمل ما هو أهم من هذا بكثير، تشمل الوقت والجهد، والحب والكراهية، واللطف والعنف، والرضا والسخط، والواقع والخيال.

 

جاء في كتاب (كيف تكسب الثروة والنجاح): إنَّ كلًّا من الجشع والتقتير تبذير، وكما أن الرجل الذي يمعن في المساومة نشال، كذلك المبذر لص يسرق نفسه، والصغائر كالثقوب في قاع السفينة، تؤدي بها إلى الغرق إن لم يكن عاجلاً فآجلاً، ومن الحكمة أن يبدأ الاقتصاد مبكراً، أي قبل أن تهرم الأعصاب ويتضاءل النظر، وتنخر الأسنان، وتشيخ المعدة.

 

ولو أننا سألنا كلًّا من روكفلر، وفورد، وكارنيجي، وفندربلت، وهرست، ومورغان، وبفربروك، عن شعاره الذي كان له أكبر أثر في تكوين ثروته، لأجابك: "الوقت من ذهب".

 

ولو أننا وجهنا السؤال نفسه إلى العلماء، والقادة، والمخترعين، والمكتشفين، وكل من شق طريقه في الحياة صعوداً إلى ذروة النجاح، لأجابنا بلا تردد: "الوقت من ذهب". أفلا نعجب بعد ذلك أن نرى الملايين جلوساً طيلة أوقاتهم.

 

أرأيت والداً أو مربياً ينهى ولده أو تلميذه عن الكذب ويأتي مثله، أرأيت مَن يظلم الناس ويدعوهم إلى تطبيق الرحمة والعدل.. يظن الكثيرون ممن يتولون أمور الآخرين أن إسداء النصائح كافٍ لتقويم ذلك الآخر وتهذيب خلقه، بدون أن يكون قدوة له، فإنَّ من طبيعة الأشياء أنَّ التابع يقتفي المتبوع وينسج على منواله.

 

لقد تبارى الكتاب والحكماء منذ القدم في الوقوف على أسرار النجاح والمسألة لا تحتاج إلى الكثير من البحث والاستقصاء.

 

فما دام المرء مسروراً من عمله واجداً فيه لذة ومتعة، كان النجاح حليفه. ومهما واصل الليل بالنهار وهو على مضض، أو فاتر الشعور نحوه، فالنتيجة التي لا مناص عنها هي الفشل في هذا العمل.

 

ولو أنَّ (جيمس واط)، و(ستيفنسون) و(أديسون) تطرق اليأس إلى نفوسهم، بعد أن فشلت تجاربهم مئات المرات، ورماهم الناس بالشذوذ وغرابة الأطوار – إن لم يكن بالجنون – فكفوا عن بذل الجهد والوقت والمال، وألقوا سلاحهم، لما كان هناك آلات وسفن بخارية، ولا سكك حديدية، ولا ضوء كهربائي، ولا هاتف، ولا فوتوغراف، ولا لاسلكي ولا بنسلين.

 

المثابر لا يتقهقر، ومعنى هذا أنه يتقدم، وما أروع المثل الذي يقدمه لنا ربان السفينة المشرفة على الغرق: انظر إليه وهو يهيئ قوارب النجاة لإنقاذ الأطفال والنساء، ثم الشيوخ فبقية المسافرين، فضباط السفينة، فبحارتها؛ فإذا ما تبقى لوح من الخشب يتعلق به في لجة اليم الفائر، كان بها، وإلا فيهوي إلى القاع مع حطام مركبه، مرتاح الضمير، بعد أن أدى واجبه. وليست كل الواجبات بهذه الخطورة، بيد أن أتفه الواجبات وأقلها أهمية، لها ضرورة وحتمية تعرفهما النفوس النبيلة، الواجب يدفع الأقلية من الناس إلى الفضيلة والأكثرية منهم إلى الضجر والبطر.

 

أسباب النجاح:

الهدف أمل إنه أكثر من حلم. إنه حلم يراد تحقيقه والوصول إليه، ولا يمكن عمل شيء قبل أن يعين المرء هدفاً يسعى إليه ويعمل له. وبدون هدف أو أهداف، يظل المرء ضالاً لا يدري ما يريد.

 

فالأهداف ضرورية للنجاح كالهواء للحياة ولا يمكن أن يبلغ أحد غاياته وينجح في حياته إذا لم تكن له أهداف معلومة، مقررة.

 

والشركات الكبرى الناجحة لها أبداً أهداف ترمي إليها وتسعى لبلوغها، بعضها يصل إلى أهدافه بعد سنوات، وبعضها في شهور. المهم أنَّ هناك هدفاً لكل عمل يراد نجاحه، ذلك أنَّ أية شركة محترمة لا تترك مصائرها للظروف. إنها تنظم أمورها، وترتب أهدافها لعشر سنوات إلى الأمام. وكما تفعل الشركة على المرء أن يفعل. يجب عليه أن يرتب مستقبله لمدى سنوات وسنوات.

 

فإذا كان المرء يريد العمل موظفاً حكوميًّا فليختر وظيفة يلذ له العمل فيها لينجح ويظفر بالترقية. وإذا كان يريد العمل في التجارة فليختر شركة قريبة إلى قلبه، حتى إذا انضم إليها عمل من قلبه وأحسن في عمله، فلفت الأنظار إليه، وقدره المسؤولون.

 

والواقع أنَّ جميع الناس يريدون العمل بنجاح ويرغبون في أن يتقدموا رفاقهم، أو أن يقودوا زملاءهم في العمل وخارج العمل.

 

إنَّ الحياة ليست لعباً ولا عبثاً إنها عبارة عن عمل متواصل، وهذا العمل المتواصل هو الذي يمد الإنسانية بهذه المواد الأولية التي تمكنها من الحضارة والعمران.

 

جاء في كتاب ( كيف تكسب النجاح والقيادة): خليق بكل منا أن يقوم بنصيبه في أي عمل، فيقوم بواجبه في مختلف الأعمال التي يكلف بها، على أحسن الوجوه وأفضلها، ويسعى جاهداً ليكون في الطليعة، فإن وفق فهو بهذا التوفيق خليق، وان فشل بعض الشيء، فقد قام بواجبه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وعمله مهما كان صغيراً أو حقيراً، له أثره في بناء الإنسانية .

 

إنَّ الحياة جهاد، وكل من أحسن نجح وبلغ ما أراده، فللنجاح أسباب، أوثقها وأبعدها أثراً الثبات، واستقبال المصاعب والمشاق بقلب هادئ وصدر رحب. فجاهد في عملك وثق بنفسك، تصل إلى ما تريده من عظيم الغايات وكبير الآمال.

 

مقاييس النجاح:

إن غريزة الاقتناء وحب الإثراء شيء فطري في الإنسان.

كما أنّ مقياس النجاح الحقيقي للمرء، ليس فيما يبلغه دخله من عمله أو مقدار رصيده في المصارف، وما يملك من عقارات وعمارات، لأن عنصر التوفيق يلعب دوراً مهماً في كسب المال، ولكن مقاييس النجاح تتوقف على مدى استغلال المرء لمواهبه ومدى إفادته من الفرص وتغلبه على ما يصادفه من متاعب وعقبات..

 

إن كثيراً من رجال الأعمال الذين تحسدهم وتعجب لما أحرزوه من تقدم ونجاح في أعمالهم، أشقياء فعلاً وأبعد ما يكونون عن السعادة وسلامة النفس لأنهم ركزوا كل جهودهم واختصوا بكل أوقاتهم ناحية واحدة، وتركوا النواحي الأخرى.

 

يُعلق على ذلك دايل كارنيجي في كتابه كيف تكسب الثروة والنجاح فيقول: إن مثل هؤلاء مثل دينامو تشابكت الأسلاك المتصلة به، فلم يعد إنتاجه الوافر من الكهرباء يضيء سوى مصباح واحد، فهم يحسون بمرارة الحرمان والخيبة في نواحي الحياة المهمة الأخرى.

 

وعلى النقيض من ذلك، يندر أن تجد شخصاً نجح نجاحاً كبيراً في حياته كزوج أو والد أو إنسان، قد فشل فشلاً ذريعاً في جميع ميادين الحياة الأخرى.

 

والسبب في ذلك، أنّ النجاح في هذه النواحي يستلزم كثيراً من الصفات التي تعزّز النجاح في ميادين العمل، فالشخص الذي ينجح في حياته الزوجية، لابد أنه قد نجح في تنمية شخصيته وفهم نفسه وعرف كيف يتحكم فيها، وهو حري أن ينجح كوالد، وما لم تعاكسه الظروف يغلب أن ينجح كإنسان.

 

ولكي نعيش كما ينبغي، لا يكفي أنّ نعيش لأنفسنا، وإنما يجب أن نعيش في انسجام مع البشرية التي نحن منها. فلو أنّ الإنسان كان جسماً فحسب، لكفانا من الحياة الناجحة المحافظة على ذلك الجسم وإمتاعه بغض النظر عمن يعيشون معنا وحولنا. ولو كان جسماً وعقلاً فحسب، لكانت الحياة الناجحة هي العناية بهما ومراعاة الانسجام بينهما بغض النظر عن جميع الاعتبارات الأخرى. ولو كان جسماً وعقلاً وروحاً فحسب، لما استلزمت منا الحياة الناجحة سوى المحافظة على سلامة الجسم والعقل والروح.. ولكن الإنسان شيء أكبر من هذا.

 

وأول ما نفعله في هذا الصدد أن نوفر الانسجام بين الجسم والعقل والروح ونوزع اهتمامنا بها ورعايتنا لها بالعدل والقسطاس، فإنّ إهمال إحدى هذه القوى الثلاث أو كبتها سيؤدي إلى صراع نفسي يظهر بصور شتى. فالذين يهملون الجانب الروحي كي يوزعوا كل جهودهم على الناحيتين الجسمية والذهنية، يحسون بشقاء داخلي ونوبات من عدم الرضا يعجزون عن فهم أسبابها.

 

والذين يهملون تغذية عقولهم تنحرف طاقتهم الذهنية إلى سبل الشر، وإذا أهملوا حق أبدانهم عليهم انتقمت منهم أبدانهم بمئات الصور المرضية المعروفة.

 

ولكي نظفر بالنجاح المرغوب في حياتنا العملية، علينا أن نسعى أولاً للتمكن من جميع نواحي العمل الذي نقوم به. وما لم نعرف كيف نعامل الناس، فإن المهارة الفنية وحدها لن تحقق ما نصبو إليه، إلا في نواحي العمل الروتيني، فسواء كنا نشغل وظيفة كبيرة أم صغيرة، فإننا نقضي أكثر أوقات عملنا في الاتصال بالناس، وكلما أرضيناهم ونجحنا في اكتساب قلوب أكبر عدد منهم، زاد احتمال نجاحنا في عملنا وحبنا له.

 

نعم إنّ الحياة تعلمنا الكثير عن وسائل التعامل مع الناس، ولكن مدرسة الحياة قاسية، ولو اعتمدنا على تجاربنا وحدها فإننا قد نصل إلى نتيجة في النهاية، ولكن بعد أن نكون قد فقدنا الكثير من الفرص والكثير من الأصدقاء ودفعنا الثمن غالياً من سلامنا النفسي.

 

ولو أننا عرفنا أنفسنا جيداً، وحرصنا على أن نتصور أنفسنا دائماً في موضع الذين نتعامل معهم، وقدرنا ظروفهم، لكسبنا قلوب الكثيرين وذللنا كثيراً من المشاكل، ولما بقيت انفعالات الناس النفسية كتاباً مغلقاً علينا.

 

والكفاية في العمل إذا اقترنت بالقدرة على التعامل مع الناس ومسايرتهم تحقق لك حتماً النجاح المرغوب في عملك.

 

ثم إنّ هناك طرقاً عملية عديدة يستطيع بها الرجال والنساء أن ينفعوا المجتمع الذي يعيشون فيه بالخدمة العامة والتزام الخلق الفاضل وتنشئة الجيل الجديد تنشئة طيبة فاضلة.

 

إننا لسنا في صدد تنشئة جيل لا يخطئ، ولكنا في أشد الحاجة لتنشئة جيل من الرجال والنساء ليسوا أرقاء لغرائزهم البهيمية؛ تسيرهم وتوجههم في سلوكهم مع الناس.

 

قواعد النجاح:

لا تؤجل عمل اليوم لغدٍ.. اعتاد كثير من الموظفين ورجال الأعمال، أن يتركوا أحياناً بعض المسائل معلقة دون أن يبتوا فيها حالاً، فتتكدس الأوراق على مكاتبهم ويبدو لهم العمل مرهقاً مضنياً عندما يحاولون العودة لبحثها وتقريرها.

 

يقول دايل كارنيجي في كتابه (كيف تكسب النجاح والقيادة) أخبرني مدير إحدى دور النشر أن آلة كاتبة فقدت من حجرة مكتبه، وظلت مفقودة أكثر من عامين. ثم اتفق بعد ذلك أن كان يبحث مع سكرتيره عن ورقة خاصة بين الأوراق المتراكمة على مكتبه، فإذا هما يعثران بتلك الآلة المفقودة مطمورة بين تلك الأوراق.

 

لا شك أن رؤية المكتب زاخراً بالرسائل التي لم يرد عليها، والتقارير والمذكرات التي لم تدرس، مما يسبب الارتباك والسأم والضيق وتوتر الأعصاب. بل إن شعور المرء بأن وقته لا يتسع لحل ما لديه من مسائل كثيرة، كثيراً ما يؤدي إلى إصابته بارتفاع ضغط الدم، أو بعلة في القلب أو قرحة في المعدة.

 

ولقد روى الدكتور وليم سادلر – أحد كبار الأطباء النفسانيين – أن مدير إحدى المؤسسات الكبيرة بشيكاغو جاء إلى عيادته يوماً يشكو التعب والإجهاد، وبينما هو يروي له قصته، رنّ جرس الهاتف وإذا بمدير المستشفى الذي يعمل فيه الدكتور يطلب منه موافاته بتقرير عن مسألة معينة، فسارع إلى كتابة التقرير وأرسله لساعته. ثم عاد لقصة زائره، ولكن جرس التليفون عاد مرة أخرى، وكان هناك طلب عاجل أيضاً، فبادر إلى تنفيذه. وما كاد يفعل حتى جاء زميل له يستشيره في أمر مريض في حالة خطرة، فأدلى إليه بالمشورة المطلوبة، ثم أقبل على زائره مدير الأعمال معتذراً عن تأخيره، وشد ما كان عجبه حين رد عليه هذا قائلاً: "لا داعي للاعتذار. إن الدقائق التي قضيتها الآن هنا، جعلتني ألمس مصدر علتي، وقد تعلمت منك عملياً كيف أعالجها بأن أنجز مثلك كل ما أستطيع إنجازه من الأعمال، دون أن أؤجله ساعة أخرى".

 

كن حاسماً: يقول أحد الأخصائيين: "إن الدعامة الأولى للنجاح في الأعمال، هي تنظيمها، والمبادرة إلى تنفيذها حسب أهميتها".

 

والواقع أن أكثر الناجحين من رجال الأعمال يتبعون هذه القاعدة. فهم يستيقظون من نومهم مبكرين، ويعدون لأنفسهم – في هذا الوقت الذي يكون فيه الذهن أقدر على التفكير النير السليم – برامج عملهم طوال اليوم بادئين بالأهم فالمهم منها.

 

تعاون مع معاونيك:

كثير من كبار الموظفين ورجال الأعمال يلقون بأنفسهم إلى التهلكة والمرض بل والموت، لأنهم يصرون على تأدية جميع أعمالهم بأنفسهم، وليس من السهل الإحسان والاختيار في توزيع العمل والمسؤولية، كما أن إسناد عمل ما إلى من ليس كفئًا له للقيام به ليس من الحكمة في شيء. ولكن الواقع أن توزيع العمل – رغم ذلك – أمر لا بد منه، لأن تركيزه في يد فرد واحد مهما تكن كفايته – أشد خطراً على العمل، عدا ما فيه من إضرار بصحة القائم به نتيجة تحميله فوق ما يطيق ويستطيع

 

المصدر/ الألوكة

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات