الحصانة العقدية وأهميتها في صيانة العقل من الانحراف

شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات: مقالات في الوعي

اقتباس

والعلم لا يؤخذ بالتجمعات والمتنزهات والحفلات، وإنما يؤخذ العلم من الأمكنة التي فيها العلماء المدرسون، إما في الدراسات النظامية: كالمدارس، والمعاهد، والكليات، التي بها دراسة نظامية، من خلال المقررات المتدرجة من المختصرات إلى المطولات إلى الموسوعات، ومن المتون إلى الشروح، وهي طريقة علمية صحيحة تمشي من أول سنة في الابتدائي، إلى آخر سنة في الدراسات العليا، فلا يفوتك منها شيء، وإن فاتك منها شيء فإنه يبقى ثلمة في معلوماتك ونقصًا وانقطاعًا في علمك، لا بد أن تصبر وأن تواصل، وألا يفوت عليك شيء إلا وقد فهمته.

 

 

 

 لا شك أن أبرز سمات العصر الحديث؛ هو الطوفان الكبير للاتجاهات والأطروحات الفكرية المتباينة. فلا يكاد يمر على الأمة الإسلامية يوماً حتى يخرج علينا شرقي أو غربي بنظرية أو أطروحة أو مبدأ فكري جديد يريد أن يقنع به عوام الأمة، وخاصة شبابها، وأصبح المسلمون أمام حملة عاتية من الأفكار الغريبة والمستوردة، بعضها سمين يستحق المناقشة والاهتمام، وأغلبها غث رديء له أهداف تدميرية، ويتخذ من شباب الأمة غرضا لحملته الفكرية على الأمة، وساعدهم في ذلك التقدم التقني الهائل في وسائل الاتصال والإعلام. وهذا تأكيد لما ذهب إليه المختصون في دراسة الغزو الفكري، من أنَّ الفكر والثقافة والأيديولوجيا، هي محاور الصراع الذي تُخطِّط له القوى العالمية الغازية، والتي تهدف إلى العمل الدائب على تحويل التوجُّه الفكري والثقافي لدى شباب المسلمين إلى وجهات التطرُّف والعَلْمانية والمادية، التي تسود الفكر العالمي، بعيدًا عن مُعطيات الإسلام ومبادئه المتوازنة

 

ولاشكَّ أنَّ تأصيل العقيدة في النفوس وتربية النشء عليها من أسباب تحصينهم من الشرور والفساد، وحماية أفكارهم من المذاهب الهدّامة، والآراء الضالّة، والمناهج البعيدة عن الهدى، سواء كانت مناهج غلو وإفراط، كمذاهب الخوارج وأمثالها، المكفّرة لأهل المعاصي، الذين فهموا شرع الله على غير ما أنزل الله، فاستباحوا دماء المسلمين وأموالهم بِشُبَهٍ واهيةٍ، وآراءٍ خاطئةٍ، وتصوراتٍ سيئةٍ، أو مذاهب كفرٍ وإلحادٍ كالشيوعية الإلحادية الكافرة بالأديان كلها، الذين مذهبهم المادة فقط ولا إله إلا المادة، فلا يؤمنون بالله ربّاً ولا بالإسلام ديناً ولا بمحمد بن عبد الله نبياً ورسولاً، مثل الدهرية الذين يقولون نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر.

 

أولاً: تعريف الحصانة العقدية: 

الحصانة العقدية هي البناء العقدي المتين الذي يمنح حصانة ومناعة إيمانية وقلبية وفكرية من الوقوع في شبهات وأراجيف المذاهب والمناهج والأفكار الضالة. وذلك من خلال الفهم الناضج لمنهاج الله كتاباً وسنة، ووقاية الفكر والعقل عن كل ما يخل بهما من الآراء الفاسدة، المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة في التلقي والاستدلال. فالحصانة العقدية تشبه إلى حد كبير جهاز المناعة الواقي، وحصانة على وزن مناعة، وجهاز المناعة هو الذي يحمي جسد الإنسان من أن يتسرب إليه شيء من المرض، فيفسده ويخل به. وهكذا المسلم، فإنه محتاج لما يحيط عقيدته ويرعاها حق رعايتها من أن تتلقى شيئاً من شبه أهل الضلال، فيقع في قلبه شيء من الانخداع بها، فيزيغ قلبه فيهلك مع الهالكين.

 

والإنسان وساعة خروجه من بطن أمه، ليس في ذهنه رصيد معرفي، ولا خبرة عملية، كما قال الله تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[النحل: 78]، فالمرء المسلم ما دام أنه سيبدأ بالتلقي والاتصال مع نظرائه من بني البشر، فسيجد اختلافات في الآراء، وتباينات في المناهج، وكل يدعي الحق والصواب، وإذا لم يكن لدى الإنسان الحصانة اللازمة لمواجهة هذا التباين والتهارج الفكري ضل وأضل، وضاع وأضاع.

 

ثانياً: أسس الحصانة العقدية:  

الحصانة العقدية بناء متين يقوم على أسس راسخة من العبادات القلبية والخطوات العملية والسعي المشترك بين مكونات المجتمع المسلم، وأبرز هذه الأسس:

1-العبادات القلبية والمقامات الإيمانية

من خلال التعلق باللَّه -عز وجل-، والاستعانة والاستعاذة به، وسؤاله الهداية والثبات والممات على دين الإسلام من غير تبديل ولا تغيير، وطلب الفهم والبصيرة عند الملمات والمعضلات، وسؤال الصواب والاستقامة عند ورود المختلفات. ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة وقدوة حسنة، فقد كان يسأل الله الهداية، وكان كثيراً ما يسأله الثبات على هذا الدين، وعدم تقلُّب قلبه عن منهج الإسلام، ويستعيذ به من أن يضلَّ أو يُضلَّ، كما كان -عليه الصلاة والسلام- يستعيذ من الفتن ما ظهر منها وما بطن، فالدعاء الملازم لذلك والانطراح على عتبة العبودية، وملازمة القرع لأبواب السماء بأروع آيات الدعاء مثل قوله تعالى: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8]، إذا اجتمعت هذه كلها، فلاشك أن رحمته سبحانه سابقة لغضبه وعقابه، ومحال أن يتعلق العبد بربه حق التعلق، ويعرض عنه الله -سبحانه وبحمده-.

أيضا من خلال الثقة بمنهج الله ووعده وحكمه وأوامره، واليقين به ومراقبته، والشعور بالمسؤولية عن حفظ الدين من شبهات المغرضين، وعدم خلطه بالباطل، أو لبسه إياه، ومن ثم الصبر على مكائد المنفذين والمسوغين للشبهات، فإنه سبحانه وتعالى يقول: (وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [آل عمران: 120]. وقد قال الإمام سفيان الثوري: "بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين" . أيضاً من خلال إصلاح القلب ومجاهدته، ومن حاول ذلك وجدَّ واجتهد في تحصيله، فليبشر بالهداية واليقين، فاللَّه –تعالى-يقول:(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَاوَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت:69].

 

أيضاً من خلال التعلُّق بكتاب الله قراءةً وفقهاً وتدبُّراً وعملاً، ولو أقبل الخلق على كتاب الله والانتهاج بنهجه، لأجارهم (سبحانه) من الفتن، فالقرآن شفاء لما في الصدور، ومن يعرض عنه فسيصيبه من العذاب بقدر ابتعاده عنه، ورضي الله عن ابن عبَّاس إذ قال: "من قرأ القرآن فاتَّبع ما فيه هداه الله من الضَّلالة في الدنيا، ووقاه يوم القيامة الحساب".

 

أيضاً من خلال ملازمة الجلوس مع الصالحين، والمنتمين لمنهج أهل السنَّة، وقد نهانا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن صحبة ضعاف الإيمان، وأمرنا بصحبة المؤمنين فقال: "لا تصاحب إلاَّ مؤمناً".

 

2-تعلم العلم الشرعي:

والعلم هو الذي جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- من القرآن والسنة، وبيان الحلال والحرام، والأخلاق والآداب، والحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه من العقائد، والمعاملات، ومسائل العلم، قال – سبحانه وتعالى: (إِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) [النساء: 59]. فالعلم هو النور الذي يسير عليه أهل الإيمان في الدنيا والآخرة، وهو الروح الذي تحيا به القلوب،(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا) [الشورى: 52]، وهو الحياة (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا) [الأنعام: 122]. فالعلم هو البصيرة، وهو الطريق المستقيم، وهو الهداية. وتلقي العلم يكون عن العلماء الربانيين، والمتخصصين في هذه العلوم، وإرجاع المسائل المشكلة إليهم؛ ليحلوها ويوضحوا ما أبهم على صاحبها، فلا يستعجل في قبول فكرة أطلقها من لا تعرف هويته ومرجعيته، ولا يأمن فكره، ولا يبقي تلك الشبهة في صدره حتى تعظم، بل ينبغي عليه أن يضبط نفسه بالرجوع للراسخين من أهل العلم؛ فإن الله –تعالى- يقول: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [الأنبياء: 7]، وذلك لأن هذا العلم دين يدين به العبد لربه ويلقاه به إذا مات عليه، ولهذا قال الإمام محمد بن سيرين -رحمه الله-: "إنَّ هذا العلم دين؛ فانظروا عمَّن تأخذون دينكم". فالعلم إنما يؤخذ عن العلماء بالتلقي، ولو أدى هذا إلى مشقة، وإلى صبر، وإلى سفر، وإلى سهر، وإلى طول مدة، وقد قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:

ومن لم يذق ذل التعلم ساعة***تجرع كأس الجهل طول حياته

 

والعلم لا يؤخذ بالتجمعات والمتنزهات والحفلات، وإنما يؤخذ العلم من الأمكنة التي فيها العلماء المدرسون، إما في الدراسات النظامية: كالمدارس، والمعاهد، والكليات، التي بها دراسة نظامية، من خلال المقررات المتدرجة من المختصرات إلى المطولات إلى الموسوعات، ومن المتون إلى الشروح، وهي طريقة علمية صحيحة تمشي من أول سنة في الابتدائي، إلى آخر سنة في الدراسات العليا، فلا يفوتك منها شيء، وإن فاتك منها شيء فإنه يبقى ثلمة في معلوماتك ونقصًا وانقطاعًا في علمك، لا بد أن تصبر وأن تواصل، وألا يفوت عليك شيء إلا وقد فهمته. وإن لم تتمكن من تلقي العلم في مثل هذه المؤسسات فيمكن أن يكون التعلم على العلماء في المساجد، وهذا هو الأصل، فقد كان العلم يؤخذ في المساجد التي هي بيوت الله -عز وجل-، وأعظمها مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حياته هو المدرسة العظيمة التي خرجت للعالم العلماء والقواد والمجاهدين، وبقية المساجد وبيوت الله لها ما للمسجد النبوي من فائدة في الاجتماع بها، وتدارس العلم فيها، والتلاقي فيها، كما قال الله -جل وعلا-: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُه)[النور: 36]، وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده".

 

3-دراسة الفرق والملل:

فالدراسة الواعية والناقدة للأفكار والملل والنحل المغايرة لمنهج أهل السنة، مع الحذر من أهلها، وتمكين العقلية الإسلاميَّة من أدوات الفهم والنظر والمعرفة لرصد الانحرافات الفكرية، ومعالجتها على ضوء الشريعة، ومما يبين أهمية ذلك أن الله –تعالى- فصل لنا وسائل وأساليب وحجج المجرمين، ورد عليها داحضاً لها، فمعرفة وفقه المداخل التي يدخل بها أهل الزيغ والهوى؛ لإقناع من يريدون ضمَّه إليهم، أصل نبه عليه –تعالى- فقال: (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ)[الأنعام:55]، ولهذا يقول حذيفة بن اليمان: "كان الناس يسألون رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني". فمعرفة الشرِّ وأهله منهج أساس لأهل السنة والجماعة وكشف خدعه،كما يقول قائلهم:

عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه***ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه

 

مما هو معلوم أن كل الأفكار والآراء الضالة التي لها أتباع ينادون بتطبيقها، لهم جذور انحراف تاريخية، وسلف في الضلال، فالنزعة الخارجية وتنطع أهلها في الدين، واستحلال دماء المسلمين لأقل شبهة، وتكفيرهم الشخص بأدنى ذنب والموجودة اليوم في كثير من المجتمعات الإسلامية على أشدها، ليست تختلف في شيء عن الخوارج الأوائل الذين كان لهم نفس الغلو في التكفير واستحلال دماء المخالفين. وكذلك الطرق الصوفية والتي وقد اقتطعت من المسلمين أعداداً كثيرة، مثقفين وغير مثقفين، وجرفهم التيار الخرافي فراحوا ينادون بالجهل والخرافات، واتباع المنامات، وتحضير الأرواح، ومعرفة المغيبات، وتعظيم الأشخاص والغلو فيهم، كل هؤلاء لهم جذور تاريخية في كتاب الفرق والمذاهب، ودراستها تبصر المسلم بكل هذه المزالق والضلالات الفكرية.

 

أيضاً إن دراسة الفرق والدعوة إلى الاجتماع واتحاد كلمة المسلمين على ما كان عليهم السلف فيه تكثير لعدد الفرقة الناجية بعودة أولئك الخارجين عن الحق ووقوفهم إلى جانب إخوانهم أهل الفرقة الناجية؛ فيكثر عددهم فيصح فيهم ما أخبر به الرسول -صلى الله عليه وسلم- من قيام فرقة من المسلمين: "ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى يأتي أمر الله، وهم على ذلك". وترك لدراسة الفرق يفوت علينا هذا الخير العظيم.

أيضاً ترك دراسة الفرق والرد عليها وإبطال الأفكار المخالفة للحق، فيه إفساح المجال للفرق المبتدعة أن تفعل ما تريد، وأن تدعو إلى كل ما تريد من بدع وخرافات دون أن تجد من يتصدى لها بالدراسة والنقد كما هو الواقع؛ فإن كثيراً من طلاب العلم- فضلاً عن عوام المسلمين- يجهلون أفكار فرق يموج بها العالم، وهي تعمل ليلاً ونهاراً لنشر باطلها، ولعل هذه الغفلة من المسلمين عن التوجه لكشف هذه الفرق المارقة من تخطيط أولئك المارقين الذين نجحوا في حجب الأنظار عنهم وعن مخططاتهم الإجرامية. ولا أدل على ذلك من أنك تجد بعض الأفكار وبعض العبارات يرددها كثير من المسلمين دون أن يعرفوا أن مصدرها إما من المعتزلة، أو من الصوفية، أو البهائية، أو القاديانية، أو الخوارج، أو الشيعة، إلى غير ذلك.

4-البناء الذاتي:

وذلك بمعرفة مصادر التلقي، ومناهج الاستدلال الصحيحة، وملء القلب بنور الوحي من الكتاب والسنَّة، مع ملازمة إجماع أهل السنَّة والجماعة، فإن هذه المصادر عاصمة من قاصمة الوقوع في الخطأ والانحراف والزلل، وسبب أكيد لسد باب الشبهات المظلمات، وذلك بعونه تعالى مساعد لحماية العقل المسلم من مضلات الفتن. قال أبو عثمان النيسابوري: "من أمر السنة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة، ومن أمر الهوى على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالبدعة؛ لأنَّ الله –تعالى- يقول: (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا)[النور: 54]، ومن ذلك إرجاع المجمل إلى المبين، والمطلق إلى المقيد، والمؤول إلى الظاهر، والجمع بين الأدلة التي ظاهرها التعارض، بالرجوع لكتب أهل العلم، واستقاء معاني الألفاظ من العلماء الربَّانيين، وكذا برد المتشابه إلى المحكم. وقد روت عائشة -رضي الله عنها- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قرأ: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَاَ ومَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)[آل عمران: 7]، ثم قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمَّى الله؛ فاحذروهم".

 

راجع: بحث " تعزيز الأمن الفكري " للفاتح عبد الرحمن.

 

حلية طالب العلم للشيخ بكر أبو زيد.

مقدمة كتاب الملل والنحل للشهرستاني.

 

مجلة معرفة السنن والآثار في مايو 2010م.

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات