الغرباء الأولون والقرآن في رمضان

شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات: مقالات في الوعي

اقتباس

ثم قال الإمام النووي -رحمه الله- بعد ذكر هذه الآثار: "والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر ما يحصل له كمال فهم ما يقرؤه وكذا من كان مشغولاً بنشر العلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة".

 

 

 

القرآن هو كتاب هذه الأمة الخالد، الذي أخرجها من الظلمات إلى النور، فأنشأها هذه النشأة، وبدلها من خوفها أمناً، ومكن لها في الأرض، ووهبها مقوماتها التي صارت بها أمة، ولم تكن من قبل شيئاً. وهي بدون هذه المقومات ليست أمة وليس لها مكان في الأرض ولا ذكر في السماء. وقد شرف الله -عز وجل- شهر رمضان المبارك بنزول القرآن الكريم فيه على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال سبحانه وتعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)[البقرة:158] فرمضان هو شهر ميلاد الأمة وبداياتها وصحوتها. وهذا الارتباط الشرطي بين القرآن ورمضان يفرض على الأمة المسلمة كامل الاعتناء لهما، وتمام الاهتمام بهما عند الاجتماع كل عام في شهر الخيرات والبركات؛ شهر رمضان. فلا عز لنا ولا كرامة ولا رفعة في الدنيا والآخرة إلا من خلال التمسك بالقرآن الكريم حفظاً وفهماً وتدبراً وعملاً كي نسعد في الدنيا والآخرة، ونسود العالم بأسره كما كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- والسلف الصالح -رضي الله عنهم- تحققت لهم السيادة والعزة والكرامة عندما أخذوا القرآن الكريم منهج حياة، من هذا المنطلق يجب علينا التعرف على أحوال الغرباء الأولين من السلف الصالح -رضي الله عنهم- مع القرآن الكريم في رمضان.

 

 

 

 رمضان شهر القرآن:

قال الله –تعالى-:(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة: 185] قال الإمام ابن كثير -رحمه الله: "يمدح تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم، وكما اختصه بذلك قد ورد الحديث بأنه الشهر الذي كانت الكتب الإلهية تنزل فيه على الأنبياء ". وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان ". وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة". قال ابن رجب الحنبلي: "وفي حديث ابن عباس أن المدارسة بينه وبين جبريل كان ليلاً يدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلاً، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل، وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر كما قال تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلاً) [ المزمل: 6]. وقد قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "إنه أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في ليلة القدر، ويشهد لذلك قوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، وقوله: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِين) [الدخان:3].  

 

النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن في رمضان:

قد كان النبي -صلى الله عليه وسلم-يطيل القراءة في قيام رمضان بالليل أكثر من غيره، وقد صلى معه حذيفة ليلة في رمضان قال: فقرأ بالبقرة ثم النساء ثم آل عمران لا يمر بآية تخويف إلا وقف وسأل، فما صلى الركعتين حتى جاءه بلال فآذنه بالصلاة. وقد روي عن أبي ذر أن النبي -صلى الله عليه وسلم-  قام بهم ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل، وليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، فقالوا له: لو نفلتنا بقية ليلتنا؟ فقال: " إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له بقية ليلته" وهذا يدل على أن قيام ثلث الليل ونصفه يكتب به قيام ليلة لكن مع الإمام. وكان الإمام أحمد يأخذ بهذا الحديث ويصلي مع الإمام حتى ينصرف، ولا ينصرف حتى ينصرف الإمام.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين".

 

 الغرباء الأولون والقرآن في رمضان:

الغرباء الأولون هم الصحابة والتابعون ومن سار على دربهم إلى آخر الزمان، الذين قال في شأنهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: "بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء ". ولسلف الأمة أو الغرباء الأولون حال راقية مع كتاب الله -عز وجل-، وخاصة في شهر رمضان المبارك.

 

أما حالهم مع كتاب الله -عز وجل- فقد كان مضرب الأمثال، وكان الترجمة الحية للتعامل الراقي مع أعظم معجزات الله -عز وجل.

فعن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يختالون ". وعن الحسن بن علي -رضي الله عنه-قال: "إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل شذا في النهار ". وعن الفضيل بن عياض قال: "ينبغي لحامل القرآن ألا تكون له حاجة إلى أحد من الخلفاء فمن دونهم"، وعنه أيضاً قال: " حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو ولا يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرآن ". وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" كنا نحفظ العشر آيات فلا ننتقل إلى ما بعدها حتى نعمل بهن". وروي عنه أنه حفظ سورة البقرة في تسع سنين وذلك ليس للإنشغال عن الحفظ أو رداءة الفهم ولكن بسبب التدقيق والتطبيق.

 

وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "إنّا صعب علينا حفظ ألفاظ القرآن وسهل علينا العمل به، وإنّ من بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به ". وقال عثمان بن عفان وحذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما-: "لو طهرت القلوب لم تشبع من قراءة القرآن ". وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "إذا أردتم العلم فانثروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين".

 

وقال عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-: " لقد عشنا دهراً طويلاً وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن فتنزل السورة على محمد -صلى الله عليه وسلم- فيتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها، وما ينبغي أن يقف عنده منها، ثم لقد رأيت رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين الفاتحة إلى خاتمته لا يدري ما آمره ولا زاجره وما ينبغي أن يقف عنده منه، ينثره نثر الدقل !!".

 

وقال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "لا تهذوا القرآن هذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل - أي التمر الرديء وفي رواية الرمل - قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة ".

 

أما حالهم في رمضان فهي الأسوة الحسنة والقدوة المثلى والقدح المعلى في سماء الرقي العبودي، فليس بعد ذلك منتهى من الجد والتشمير والهمم العالية. وهذه طائفة مشوقة من آثار السلف الصالح من الغرباء الأوليين في ختم القرآن في رمضان:

قال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان يفرّ من قراءة الحديث، ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف. وقال عبد الرزاق: كان سفيان الثوري: إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن. وكانت عائشة -رضي الله عنها- تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان، فإذا طلعت الشمس نامت. وقال سفيان: كان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف وجمع إليه أصحابه. وكان الأسود بن يزيد: يقرأ في كل ليلتين في رمضان. وكان إبراهيم النخعي: يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة وفي بقية الشهر في ثلاث. وكان قتادة: يختم في كل سبع دائماً، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر كل ليلة. وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة. وعن أبي حنيفة نحوه.

 

وعن محمد بن مسعر قال: كان أبي لا ينام حتى يقرأ نصف القرآن. وعن ابن وهب: قيل لأخت مالك: ما كان شغل مالك في بيته؟ قالت: المصحف، والتلاوة. وقال عمرو بن علي: كان يحيى بن سعيد القطان يختم القرآن كل يوم وليلة يدعو لألف إنسان، ثم يخرج بعد العصر فيحدث الناس. وقال البغوي: أخبرت عن جدي أحمد بن منيع -رحمه الله- أنه قال: أنا من نحو أربعين سنة أختم في كل ثلاث. وعن مسبح بن سعيد قال: كان محمد بن إسماعيل يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليال بختمة. وقال سليمان بن يسار -رحمه الله-: قام عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بعد العشاء فقرأ القرآن كله في ركعة لم يصل قبلها ولا بعدها. وعن ابن سيرين: أن تميماً الداري كان يقرأ القرآن في ركعة. وعن الحارث بن يزيد: أن سليم بن عتر كان يقرأ القرآن في كل ليلة ثلاث مرات. وقال ابن شوذب: كان عروة يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف نظراً، ويقوم به الليل. والإمام حمزة بن حبيب الزيات، القيم بكتاب الله، العابد الخاشع، القانت لله يقول: نظرت في المصحف حتى خشيت أن يذهب بصري. وقال يحيى اليماني: لما حضرت الوفاة أبا بكر بن عياش بكت أخته، فقال لها: ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية، فقد ختم أخوك فيها ثمانية عشر ألف ختمة. وثابت البناني قال عنه شعبة: كان ثابت يقرأ القرآن في يوم وليلة، ويصوم الدهر. وقال أسد بن الفرات: كان ابن القاسم يختم كل يوم وليلة ختمتين قال: فنزل بي حين جئت إليه عن ختمة، رغبة في إحياء العلم.

 

والإمام أبو حنيفة -رحمه الله-: كان يختم القرآن في كل يوم وليلة مرة، وفي رمضان في كل يوم مرتين، مرة في النهار ومرة في الليل. وأبو العباس بن عطاء: له في كل يوم ختمة، وفي شهر رمضان كل يوم وليلة ثلاث ختمات. والحافظ بن عساكر: كان يختم كل جمعة، ويختم في رمضان كل يوم. وكان كثير النوافل والأذكار، ويحاسب نفسه على كل لحظة تذهب في غير طاعة. والإمام البخاري -رحمه الله-: كان يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليال بختمة. أما إمام أهل السنة أحمد بن حنبل فقد قال عنه جعفر ابن أبي هاشم: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ختمت القرآن في يوم، فعددت موضع الصبر، فإذا هو نيف وتسعون. وقال الإمام علي بن المديني شيخ البخاري: حفر شبر الحافي قبره، وختم فيه القرآن وكان ورده ثلث القرآن. وشيخ الإسلام الحافظ الناقد أبو بكر بن محمد بن محمد تقي الدين البلاطنسي: كان يختم في رمضان في كل ليلة ختمتين، وأكب في آخر عمره على التلاوة فكان لا يأتيه الطلبة لقراءة الدرس إلا وجدوه يقرأ القرآن. والشيخ الفاضل محمد بن علاء شمس الدين البابلي القاهري الشافعي: كان كثير العبادة يواظب على قراءة القرآن سراً وجهراً، وكان راتبه في كل يوم وليلة نصف القرآن ويختم يوم الجمعة ختمة كاملة، وكان كثير البكاء عند قراءة القرآن. ومحمد بن محمد بن عبد الرحمن التميمي أبو عبد الله الحلفاوي التونسي نزيل غرناطة يعرف بابن المؤذن: كان صاحب مقامات وكرامات، حسن الصلاة جداً، وكان يختم في رمضان مائة ختمة.

 

قال ابن رجب -رحمه الله- بعد ذكر هذه الآثار: "وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصاً الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أوفي الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناماً للزمان والمكان. وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم كما سبق ذكره ".

 

وعقد الإمام النووي -رحمه الله- في كتابه القيم: (التبيان في آداب حملة القرآن) فصلاً في موقف السلف مع القرآن الكريم جاء فيه: "ينبغي أن يحافظ على تلاوته ويكثر منها وكان السلف -رضي الله عنهم- لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه،  فروى ابن أبي داود عن بعض السلف -رضي الله عنهم- أنهم كانوا يختمون في كل شهرين ختمة واحدة وعن بعضهم في كل شهر ختمة، وعن بعضهم في كل عشر ليال ختمة، وعن بعضهم في كل ثمان ليال وعن الأكثرين في كل سبع ليال، وعن بعضهم في كل ست، وعن بعضهم في كل خمس، وعن بعضهم في كل أربع، وعن كثيرين في كل ثلاث، وعن بعضهم في كل ليلتين، وختم بعضهم في كل يوم وليلة ختمة، ومنهم من كان يختم في كل يوم وليلة ختمتين، ومنهم من كان يختم ثلاثاً وختم بعضهم ثمان ختمات أربعاً بالليل وأربعاً بالنهار، فمن الذين كانوا يختمون ختمة في الليل واليوم: عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وتميم الداري وسعيد بن جبير ومجاهد والشافعي وآخرون، وأما الذين ختموا في الأسبوع مرة: فكثيرون، نقل عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب -رضي الله عنهم- وعن جماعة من التابعين كعبد الرحمن بن يزيد وعلقمة وإبراهيم -رحمهم الله- ".

 

 ثم قال الإمام النووي -رحمه الله- بعد ذكر هذه الآثار: "والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر ما يحصل له كمال فهم ما يقرؤه وكذا من كان مشغولاً بنشر العلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة".

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات