وصف القرآن الكريم لحال أكثر الناس بأنهم لا يؤمنون

عبد الرحمن بن سعيد الحازمي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات: مقالات في الوعي

اقتباس

وهنا يتأكد أهمية القصص القرآني والعناية به؛ لاستخلاص ما فيها من عبر ودروس تربوية تغذي الفكر وتعين على ترسم خطى الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، واجتناب ما وقع فيه أقوامهم من معاص وذنوب فالسعيد من وعظ بغيره.

 

 

 

إن الإيمان الصادق هو الضابط والمحرك والموجه للإنسان المسلم نحو العمل الصالح وتطبيق شرع الله –تعالى-فهناك إذاً تلازم قوي وكبير جداً بين الإيمان والعمل الصالح، فكلما قوي إيمان العبد المسلم وتمكن من شغاف قلبه سار نحو الالتزام بشرع الله –تعالى- والعكس صحيح إذا ضعف الإيمان أو انعدم حصل الانحراف والبعد عن منهج الله -تعالى -فجاءت المصائب والنكبات والأحزان والأمراض الحسية والمعنوية.

 

وقد جاء في الحديث الشريف: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ–"مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ". (صحيح البخاري: [6019]).

 

وجاء في الحديث الشريف: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ". (صحيح مسلم: (208).

 

وبالتأمل والنظر في هذين الحديثين الشريفين المشار إليهما يتبين بكل جلاء ووضوح الارتباط الوثيق بين الإيمان والأعمال الصالحة، وعلى هذا يكون من لازم القول: أن نكرر ونؤكد على أهمية الإيمان في حياة المسلم بل هو سفينة النجاة التي بها ينجو المسلم من عقاب ربه ويسعد في الدنيا والآخرة.

 

ولذلك يقول الشاعر:

ما بال دينك ترضى أن تدنسه*** وثوبك الدهر مغسول من الدنس

 

ترجو النجاة ولم تسلك طريقتها***إن السفينة لا تجري على اليبس

 

وقال آخر:

إذا الإيمان ضاع فلا أمان ***ولا دنيا لمن لم يحي دينا

 

وبعد ذلك أعرّج على معنى الإيمان عند أهل السنّة والجماعة فهو:

 

قول باللسان وعمل بالجوارح واعتقاد بالقلب يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

 

ويُعرف الإيمان بشكل مفصل بأنه:

"التصديقُ الجازم بوجود اللّه –تعالى-، واتصافه بكل صفات الكمال ونعوت الجلال واستحقاقه وحده بالعبادة واطمئنان القلب بذلك اطمئناناً تُرى آثاره في سلوك الإنسان والتزامه بأَوامر اللّه واجتناب نواهيه وهو أَساس العقيدة الإِسلامية ولُبها فهو الأَصل وكل أَركان العقيدة مضافة إليه وتابعةً له فالإِيمان باللّه يتضمن الإيمان بوحدانيته واستحقاقه للعبادة وحده لأَنَّ وجوده لا شك فيه وقد دلَّ على وجوده سبحانه –وتعالى-: الفطرةُ والعقلُ والشرعُ والحسُّ". (انظر: عبد الله بن عبد الحميد الأثري، الوجيز في عقيدة السلف الصالح، ص 35).

 

وخلاصة القول: فإن الله -تعالى -يقول: (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [التغابن:11]، وأوضح الشوكاني -رحمه الله- معنى هذه الآية فقال: "أي: من يصدّق ويعلم أنه لا يصيبه إلاّ ما قدّره الله –تعالى- عليه يهدي قلبه للصبر والرضا بالقضاء، وقيل: يهدي قلبه عند المصيبة فيعلم أنها من الله –سبحانه-، فيسلم لقضائه ويسترجع، فيقول: (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجعون) [البقرة:156] وقيل: هو إذا ابتلي صبر وإذا أنعم عليه شكر وإذا ظُلم غَفر، ويظهر أنها هداية عامة أي: يهديه الله –تعالى- لكل عمل صالح فيه سعادة الدنيا والآخرة" (الشوكاني، فتح القدير، ج 7، ص 235).

 

وقال –تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النحل:104]، وقال الرازي -رحمه الله- في تفسيره: "أما تفسير هذه الآية على أقوى ما قيل في ذلك أنهم لما تركوا الإيمان بالله -تعالى- لا يهديهم الله -عز وجل- إلى الجنة بل يسوقهم إلى النار". (الرازي، مفاتيح الغيب، ج 9، ص 468).

 

عناية السلف الصالح بتقوية الإيمان في نفوسهم:

لقد اهتم واعتنى السلف الصالح أيما اعتناء بتقوية الإيمان في نفوسهم وفي نفوس أصحابهم، وحرصوا على ذلك أشد الحرص، فمن أقوالهم التي أثرت عنهم ودونها العلماء في مؤلفاتهم، والتي تؤكد على حرصهم على زيادة الإيمان ما يلي:

 

1-كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول لأصحابه: "هَلُمُّوا نَزْدَدْ إِيمَانًا، فَيَذْكُرُونَ الله -عَزَّ وَجَلَّ". (أبو العز الحنفي، شرح الطحاوية في العقيدة السلفية، ج 2، ص 306).

 

2-وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان" (ابن أبي شيبة، المصنف، ج 7، ص 229).

 

3-وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "اللَّهُمَّ زِدْنَا إِيمَانًا وَيَقِينًا وَفِقْهًا". (أبو العز الحنفي، شرح الطحاوية في العقيدة السلفية، ج 2، ص 307).

 

4-وكان عبد الله بن رواحة -رضي الله عنه- يأخذ بيد النفر من أصحابه فيقول: "تعالوا فلنؤمن ساعة، تعالوا فلنذكر الله ولتزدادوا إيماناً، تعالوا نذكر الله بطاعته، لعله يذكرنا بمغفرته". (ابن أبي شيبة، الإيمان، ج 1، ص 115).

 

5-وقال معاذ بن جبل -رضي الله عنه-: "اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَة". (أبو العز الحنفي، شرح الطحاوية في العقيدة السلفية، ج 2، ص 307).

 

6-وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: "مِنْ فِقْه الْعَبْدِ أَنْ يَتَعَاهَدَ إِيمَانُه وَمَا نَقَصَ منه، وَمِنْ فِقْه الْعَبْدِ أَنْ يَعْلَمَ أَيَزْدَادُ هُوَ أَمْ يَنْقصُ"؟. (أبو العز الحنفي، شرح الطحاوية في العقيدة السلفية، ج 2، ص 306).

 

7-وقال مالك ابن دينار -رحمه اللّه-: "الْإِيمَانُ يَبْدُو فِي الْقَلْبِ ضَعِيفًا ضَئِيلًا كَالْبَقْلَةِ، فَإِنْ صَاحِبهُ تَعَاهَدَهُ فَسَقَاهُ بِالْعُلُومِ النَّافِعَةِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَأَمَاطَ عَنْهُ الدَّغَلَ وَمَا يُضْعِفُهُ وَيُوهِنُهُ أَوْشَكَ أَنْ يَنْمُوَ أَوْ يَزْدَادَ وَيَصِيرَ لَهُ أَصْلٌ وَفُرُوعٌ وَثَمَرَةٌ وَظَلَّ إلَى مَا لَا يَتَنَاهَى حَتَّى يَصِيرَ أَمْثَالَ الْجِبَالِ، وَإِنْ صَاحِبَهُ أَهْمَلَهُ وَلَمْ يتعهده جَاءَهُ عَنْزٌ فَنَتَفَتْهَا أَوْ صَبِيٌّ فَذَهَبَ بِهَا وَأَكْثَرَ عَلَيْهَا الدَّغَلَ فَأَضْعَفَهَا أَوْ أَهْلَكَهَا أَوْ أَيْبَسَهَا كَذَلِكَ الْإِيمَانُ". (ابن تيمية، الفتاوى، ج 2، ص 114).

 

8-قَالَ خيثمة بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -رحمه اللّه-: "الْإِيمَانُ يَسْمَنُ فِي الْخِصْبِ وَيَهْزُلُ فِي الْجَدْبِ فَخِصْبُهُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ وَجَدْبُهُ الذُّنُوبُ وَالْمَعَاصِي". (ابن تيمية، الفتاوى، ج 2، ص 114).

 

وأؤكد جازماً وعلى يقين تام بأهمية العناية بالقرآن الكريم ومداومة قراءته وتدبره والتخلق بأخلاقه فيه شفاءً وعلاجً لكل داءٍ، ومنها ضعف الإيمان فبه يقوى إيمان العبد المسلم ويستقيم حاله، قال –تعالى-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال:2].

 

أوضح السعدي  -رحمه الله-  معنى هذه الآية بقوله: "أي خافت ورهبت، فأوجبت لهم خشية اللّه -تعالى-الانكفاف عن المحارم، فإن خوف اللّه –تعالى- أكبر علاماته أن يحجز صاحبه عن الذنوب"، (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا)، ووجه ذلك أنهم يلقون له السمع ويحضرون قلوبهم؛ لتدبره فعند ذلك يزيد إيمانهم؛ لأن التدبر من أعمال القلوب؛ ولأنه لا بد أن يبين لهم معنى كانوا يجهلونه، أو يتذكرون ما كانوا نسوه، أو يحدث في قلوبهم رغبةً في الخير، واشتياقاً إلى كرامة ربهم، أو وجلاً من العقوبات، وازدجاراً عن المعاصي، وكل هذا مما يزداد به الإيمان". (السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ج 1، ص 315).

 

أ-الآيات التي أشارت إلى أن أكثر الناس لا يؤمنون:

هناك ثلاثة عشرة آيةً كريمةً وردت الإشارة فيها بأن أكثر الناس لا يؤمنون، وهي:

 

1-قال –تعالى-: (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) [هود:17].

 

2-قال –تعالى-: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) [يوسف:103].

 

3-قال –تعالى-: (المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) [الرعد:1].

 

4-قال –تعالى-: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ. وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الشعراء:7-9].

 

5-قال –تعالى-: (وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ. ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ. وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الشعراء:65-67].

 

6-قال –تعالى-: (فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ. وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الشعراء:102-104].

 

7-قال –تعالى-: (فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ. ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ. وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الشعراء:119-121].

 

8-قال –تعالى-: (فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ. وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الشعراء:139-140].

 

9-قال –تعالى-: (فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ. فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ. وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الشعراء:157-159].

 

10-قال –تعالى-: (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ. وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الشعراء:173-175].

 

11-قال –تعالى-: (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الشعراء:189-191].

12-قال –تعالى-: (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) [يّس:7].

 

13-قال –تعالى-: (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) [غافر:59].

 

ب – المضامين التربوية للآيات الكريمات المشار إليها:

 

بعد الاطلاع على بعض كتب التفسير لمعرفة أقوال العلماء وتأويلاتهم وما خلصوا إليه في فهم هذه الآيات، وبالنظر والتأمل في هذه الأقوال أضع جملة من المضامين التربوية ومنها:

 

أولاً: إن الفطرة المستقيمة والعقل الصحيح يتجهان بتوفيق الله -تعالى- إلى الالتزام بما جاء به الله –تعالى- فيزداد الإنسان المسلم بذلك إيماناً إلى إيمانه، ومن فسدت فطرته وتلوث عقله فهو في الظلمات والجهالات يدور في فلكها ولا يبرح عنها.

 

ثانياً: لا شك أن من وفق للإيمان بالله -تعالى- وبما أخبر به فسيحصل له -بإذن الله –تعالى- ثمرة إيمانه بالتوفيق والهداية لكل خيرٍ في الدنيا والآخرة، ومن بعد عن الإيمان من سائر طوائف أهل الأرض المتحزبة على رد الحق إما لقصور أنظارهم واختلال أفكارهم، وإما لاستكبارهم وعنادهم فهم على خطر من عقاب الله -تعالى- في الدنيا والآخرة.

 

ثالثاً: آيات الله -تعالى- الدالة على وحدانيته وكمال قدرته وحكمته وسعة رحمته في كل شيء موجبة للإيمان ووازعة عن الكفر، ولله -تعالى- الحكمة بمن يؤمن ومن يكفر، وما أكثرُهم بمُؤمنين.

 

ومن كان قصده حسناً وفهمه مستقيماً فلا بد أن يؤمن به لأنه يرى ما يدعوه إلى الإيمان من كل وجه، وحسبك قول الشاعر:

 

وفي كُلِّ شيءٍ له آيةٌ تدلُّ على أنه واحدُ ***واللّهُ في كلِّ تحريكةٍ وتسكينَةٍ أبداً شاهد

 

رابعاً: الآيات القرآنية أكدت على الإيمان بالقرآن الكريم، وأنه هو الحق المبين، بل هو أفضل الكتب السماوية ومهيمناً عليها، ومن لا يؤمن به فقد خسر خسراناً كبيراً؛ لأنه أصل الشريعة وطريق هدايته.

 

وبين السعدي -رحمه الله- عند تفسير قوله –تعالى-: (المر*تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) [الرعد:1] "بأن القرآن الكريم به كل ما يحتاج إليه العباد من أصول الدين وفروعه، وأن الذي أنزل إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- من ربه هو الحق المبين؛ لأن أخباره صدق وأوامره ونواهيه عدل مؤيدة بالأدلة والبراهين القاطعة، فمن أقبل عليه وعلى علمه كان من أهل العلم بالحق الذي يوجب لهم علمهم والعمل بما أحب الله -تعالى– (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) بهذا القرآن، إما جهلاً وإعراضاً عنه وعدم اهتمام به، وإما عناداً وظلماً؛ فلذلك أكثر الناس غير منتفعين به؛ لعدم السبب الموجب للانتفاع". (السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ج 1، ص 412).

 

خامساً: قصور أنظار الكثير من الناس عن الإيمان بالبعث ومجيء الساعة على الرغم من وضوح شواهدها وإخبار الرسل -عليهم الصلاة والسلام- على قيامها، وإن إنكار ذلك وتكذيبه سبب في غضب الله –تعالى- وسخطه، قال –تعالى-: (بَلْ كَذَّبُواْ بالساعة وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بالساعة سَعِيراً) [الفرقان:11].

 

سادساً: على الداعية والمربي والمصلح أن يجتهد في توجيه الناس ونصحهم بأقصى جهد، وبكل الوسائل الممكنة، ولا ينتظر إيمان الجميع بكل ما يأتي به أو يقوله، ولا يثنيه عن مواصلة الدعوة والتوجيه والإرشاد؛ لأن ذلك على خلاف السنة الكونية والمنهج القرآني: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) [يوسف:103].

 

سابعاً: قال محمد سيد طنطاوي  -حفظه الله- عند تفسير قوله –تعالى-: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) [يوسف: 103]: "إن الإسلام دين الفطرة وترتاح له النفوس وتتقبله القلوب بسرور وانشراح، ولكن أكثر الناس قد استحوذ عليهم الشيطان فمسخ نفوسهم وقلوبهم فإن مداركهم ومقاصدهم قد أصبحت فاسدة فلا ينفعهم حرص الناصحين عليهم، فصاروا لا يؤمنون ولا يستجيبون لدعوات الدعاة؛ لاستيلاء المطامع والشهوات والأحقاد على نفوسهم، ولو أقاموا لهم من الشواهد والآيات الدالات على صدقهم ما أقاموا". (طنطاوي، التفسير الوسيط، ج 1، ص 2351).

 

ثامناً: عدم الإيمان بالله -تعالى- سبب لارتكاب كل رذيلة قولية أو فعلية، فمن صدق في إيمانه كان أبعد عن المعاصي وارتكاب الفواحش، كما قال الله –تعالى-: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) [الأحزاب:23].

 

ونلحظ اليوم -للأسف الشديد- تفشي عدم الصدق في كثير من أقوالنا وأفعالنا بسبب وبدون سبب، وكل ذلك يعود إلى ضعف الإيمان والوازع الديني الذي له الدور الأكبر في الالتزام بالقيم الإسلامية ومن ضمنها قيمة الصدق.

 

تاسعاً: أن يحرص الإنسان المسلم على التجرد من الأهواء والعصبيات والبعد عن أمراض القلوب من حسد وحقد وكبر وعجب، وما أكثر تفشيها في المجتمع الإسلامي، فأصبح الكثير لا هم لهم إلا تحقيق أهوائهم ورغباتهم حتى ولو كان في تحقيقها ضرر على الآخرين المهم والأهم أن يحقق مآربه.

 

عاشراً: ختم الله -سبحانه وتعالى- ثماني آيات في سورة الشعراء بقوله –تعالى-: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ*وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز الرحيم) [الشعراء:8-9]، وقد ساقت لنا سبع قصص من قصص الأنبياء -عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام- مع أقوامهم وهي: قصة موسى، فإبراهيم، فنوح، فهود، فصالح، فلوط، فشعيب.

 

وهنا يتأكد أهمية القصص القرآني والعناية به؛ لاستخلاص ما فيها من عبر ودروس تربوية تغذي الفكر وتعين على ترسم خطى الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، واجتناب ما وقع فيه أقوامهم من معاص وذنوب فالسعيد من وعظ بغيره.

 

الحادي عشر: قال سيد قطب -رحمه الله- عند تفسير قوله –تعالى-: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ*وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ): "إن المنهج القرآني في التربية يربط بين القلب ومشاهد هذا الكون، وينبه الحس الخامد والذهن البليد والقلب المغلق إلى بدائع صنع الله المبثوثة حول الإنسان في كل مكان كي يرتاد هذا الكون الحي بقلب حي يشاهد الله -تعالى- في بدائع صنعه، ويشعر به كلما وقعت عينه على بدائعه، ويتصل به في كل مخلوقاته ويراقبه وهو شاعر بوجوده في كل لحظة من لحظات الليل والنهار، ويشعر أنه هو واحد من عباده متصل بمخلوقاته مرتبط بالنواميس التي تحكمهم جميعاً، وله دوره الخاص في هذا الكون وبخاصة هذه الأرض التي اُستخلف فيها". (قطب، في ظلال القرآن، ج 5، ص 337).

 

الثاني عشر: سعة رحمة الله -تعالى- بعباده حيث لم يعاجلهم بالعقوبة مع كفرهم؛ لعلهم يتوبون أو يعقلون، وعلى الداعية والمربي والمصلح أن يكون رفيقاً وحليماً ورحيماً مع من يدعوهم، ولا يستعجل عليهم؛ لأن النفوس البشرية تحتاج في تربيتها إلى تدرج وصبر وعدم تسرع.

 

الثالث عشر: تقديم البراهين والدلائل والآيات والحجج الواضحات لمن يتم دعوتهم سواءً من المسلمين أو غير المسلمين، واختيار الأسلوب الأمثل المتوافق مع حال كل منهم، فليس حال دعوة المسلم وتذكيره مثل حال الكفار والمشركين، وهناك من الأخبار والقصص الواقعية لدى الدعاة والوعاظ المهتمين بدعوة غير المسلمين ما يؤكد أهمية هذا التوجيه التربوي.

 

الرابع عشر: أن يحرص العبد المسلم على تعهد إيمانه وتقويته وترسيخه بحيث يكون عنده تصديق يقيني جازم بشرع الله -تعالى- وبقدرته وعظمته، وخير وسيلة لذلك التزود بالعلم الشرعي، والإكثار من قراءة القرآن الكريم وتدبره والعناية به قال –تعالى-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)، [الأنفال:2].

 

ويقول ابن الجوزي -رحمه الله- في تفسيره: "أي: يقيناً وخشيةً، ونُقل عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قوله: "إنهم كلما جاءهم شيء عن الله آمنوا به فيزدادوا إيماناً بزيادة الآيات". (ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير، ج 3، ص 84).

 

الخامس عشر: على الدعاة والمربين والمصلحين النظر والتأمل في سيرة الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، ودعوتهم إلى الله –تعالى-، وذلك للاعتبار والاستفادة من الدروس المهمة التي ستكون بمثابة المشعل الوضاء لمن يسلك مسلكهم ويسير في ركابهم.

 

وقد كانت سيرة الأنبياء -عليهم السلام- السابقين لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- تسلية لما يلقاه النبي في دعوته مع أمته قال –تعالى-: (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ)، [الأنعام:90].

 

وأشار أبو الحسن الخازن -رحمه الله- في تفسيره: "إن في هذه الآية إشارة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يعني: فبشرائعهم وسننهم اعمل، وقيل أمره أن يقتدي بهم في أمر الدين الذي أمرهم أن يجمعوا عليه وهو توحيد الله -تعالى-، وتنزيهه عن جميع النقائص التي لا تليق بجلاله في الأسماء والصفات والأفعال، وأمره الله -تعالى- أن يقتدي بهم في جميع الأخلاق الحميدة والأفعال المرضية والصفات الرفيعة الكاملة مثل: الصبر على أذى السفهاء، والعفو عنهم". (الخازن، لباب التأويل في معاني التنزيل، ج 2، ص 419).

 

ولذلك فإن أهم وأفضل سيرة عطرة نترسم خطاها في الدعوة والتوجيه هي سيرة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد أمرنا بذلك الله -تعالى- فقال: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)، [الأحزاب:21].

 

السادس عشر: على الإنسان المسلم أن يستيقظ قبل فوات الأوان حتى لا يكون حاله كحال الكفرة والمشركين الذين قال الله -تعالى- فيهم: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ. لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون:99-100]، وقوله –تعالى-: (فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [الشعراء:102]، وقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ". (سنن الترمذي: [2383]).

 

السابع عشر: التحذير الشديد من الشرك والمعاصي والذنوب فإنها سبب للهلاك والدمار وطريق إلى الهاوية وبئس المصير والعياذ بالله –تعالى-، وما أهون الخلق على الخالق إذا عصوه.

 

الثامن عشر: قال الشنقيطي -رحمه الله- عند تفسير قوله –تعالى-: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ)، [الأنعام:116] "ذكر في هذه الآية الكريمة أن إطاعة أكثر أهل الأرض ضلال، وبين في مواضع أخر أن أكثر أهل الأرض غير مؤمنين، وأن ذلك واقع في الأمم الماضية كقوله –تعالى-: (ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يُؤْمِنُونَ)، [الرعد:1]، وقوله –تعالى-: (وَمَآ أَكْثَرُ الناس وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)، [يوسف:103]، وقوله –تعالى-: (وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأولين)، [الصافات:71]، وقوله –تعالى-: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ)، [الشعراء:8] إلى غير ذلك من الآيات". (الشنقيطي، أضواء البيان، ج 2، ص 24).

 

الخلاصة:

من خلال ما سبق عرضه في هذا، والذي تضمن وصف القرآن الكريم لحال أكثر الناس بأنهم لا يؤمنون يمكن استخلاص أهم النقاط الآتية:

 

أولاً: التأكيد على أهمية الإيمان الصادق للإنسان المسلم وأنه المحرك والموجه والهادي للأعمال الصالحة، وبه تنال سعادة الدنيا والآخرة قال ­–تعالى-­­­: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، [النحل:104].

 

ثانياً: آيات الله -تعالى -الدالة على وحدانيته وكمال قدرته وحكمته وسعة رحمته في كل شيء موجبة للإيمان وازعة عن الكفر، ولله -تعالى -الحكمة بمن يؤمن ومن يكفر، وما أكثرُهم بمُؤمنين.

 

ثالثاً: اليقين التام بأهمية العناية بالقرآن الكريم ومداومة قراءته وتدبره والتخلق بأخلاقه فيه شفاء وعلاج لكل داءٍ، ومنها ضعف الإيمان فبه يقوى إيمان العبد المسلم ويستقيم حاله، قال –تعالى-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)، [الأنفال:2].

 

رابعاً: الاهتمام بنشر دين الله -تعالى- في كافة أرجاء الدنيا وأن يسعى وينشط لذلك الأفراد والحكومات والمنظمات الإسلامية؛ لاستحواذ الشيطان على كثيرٍ من الناس فمسخت نفوسهم وقلوبهم.

 

خامساً: على الداعية والمربي والمصلح أن يجتهد في توجيه الناس ونصحهم بأقصى جهد وبكل الوسائل الممكنة، ولا ينتظر إيمان الجميع بكل ما يأتي به أو يقوله، ولا يثنيه عن مواصلة الدعوة والتوجيه والإرشاد؛ لأن ذلك على خلاف السنة -الكونية -والمنهج القرآني: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)، [يوسف:103].

 

سادساً: تقديم البراهين والدلائل والآيات والحجج الواضحات لمن يتم دعوتهم سواء من المسلمين أو غير المسلمين، واختيار الأسلوب الأمثل المتوافق مع حال كل منهم؛ فليس حال دعوة المسلم وتذكيره مثل حال الكفار والمشركين، وهناك من الأخبار والقصص الواقعية لدى الدعاة والوعاظ المهتمين بدعوة غير المسلمين ما يؤكد أهمية هذا التوجيه التربوي.

 

سابعاً: عدم الإيمان بالله -تعالى- سبب لارتكاب كل رذيلة قولية أو فعلية، فمن صدق في إيمانه كان أبعد عن المعاصي وارتكاب الفواحش، كما قال الله -تعالى-: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)[الأحزاب:23].

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات