الإِعْلاَم ُوَالمُجْتَمَعَاتُ الإِسْلاَمَيَّةُ المُعَاصِرَةُ (1 /2) مبادئ وأهداف

شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات: مقالات في الوعي

اقتباس

وبعد تأمل هذه الروايات وغيرها، عرفنا وظيفة-النبي صلى الله عليه وسلم-الحقيقية، ألا وهي الدعوة إلى الله-عز وجل-، والدعوة صورة من صور الإعلام النافع، ثم يتبين لنا من خلال النظر في الروايات، مميزات الإعلامي الناجح المؤثر، وذلك من خلال ترسيخ عدة مبادئ إعلامية هامة.

 

 

 

 

الإعلام كان ولا زال يحتل دوراً رئيسياً في تشكيل الرأي العام تجاه القضايا والمشكلات المطروحة للبحث، وبتطور الوسائل التقنية، وسرعتها، وتشعبها؛ أصبح الإعلام أقوى سلطة قائمة في المجتمعات، إذ تعدى دوره من توجيه وتشكيل الرأي العام إلى صياغة الأفكار والآراء، بل يتعدى إلى صناعة الانفعالات الفكرية، فهو الذي يقوم بإثارة المشاعر بالسلب أو بالإيجاب تجاه الحوادث في أي مجتمع، وبالتالي فقد صار الإعلام أحد أهم العوامل المؤثرة في صناعة شخصية الفرد والجماعة، وصياغة التوجهات الثقافية والسياسية والاجتماعية في العصر الحديث.

 

والدين الإسلامي دين دعوة، والدعوة عمل إعلامي، بكل ما تحمل هذه العبارة من معنى، عمل إعلامي يخاطب العقل ويستند إلى المنطق والبرهان، ويعمل على الكشف عن الحقيقة. وإذا استعرضنا التعريف العلمي للإعلام؛ نجد أنه يكاد يكون متطابقًا مع مفهوم الدعوة بمعناها الأصيل: فالإعلام هو تزويد الناس بالأخبار الصحيحة، والمعلومات السليمة، والحقائق الثابتة؛ بهدف تكوين رأي عام صائب في واقعة من الوقائع، أو حادثة من الحوادث، أو مشكلة من المشكلات.

 

ولو نظرنا إلى التطبيق العملي لفن إعلام الدعوة على يد الرسول-صلى الله عليه وسلم-؛ لوجدنا الأسس العامة التي تجعل من عمل الدعوة عملاً إعلامياً ناجحاً بامتياز، فأولى مهامه التعريف بالرسول-صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [المائدة: 67]، والبلاغ هنا: هو الإخبار أو الإعلام برسالة الحق-سبحانه-بل وحصر الله-عز وجل-همة الرسول-صلى الله عليه وسلم-في البلاغ في أكثر من موضع قال تعالى: (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) [المائدة: 92]، وقال سبحانه: (مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ...) [المائدة: 99]، وقال جل وعلا: (فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ) [الرعد: 40]؛ فيتضح لنا من هذه الآيات، أن مهمة الرسول-صلى الله عليه وسلم-هنا؛ قاصرة على إعلام الناس بالرسالة التي كلفه بها ربه، ثم هو بعد ذلك  غير مكلف بشيء أكثر من هذا، وغير مسئول عن هدايتهم، قال تعالى:(لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ... ) [البقرة: 272].

 

ولقد بقيت الدعوة سرًّا ثلاث سنوات، إلى أن أمر اللهُ-تعالى-نبيه-صلى الله عليه وسلم- بإظهار دينه، قال تعالى: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) [الحجر: 94]، ثم أتبع هذا الإنذار العام بإنذار خاص لقومه وعشيرته-صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ *وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [الشعراء: 214 - 215]؛ عندئذٍ انطلقت صيحةُ الحق، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ-رضى الله عنهما-قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) [الشعراء: 214]، صَعدَ النَّبِيُّ-صلى الله عليه وسلم-عَلَى الصَّفَا، فَجَعَلَ يُنَادِي: "يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ" - لِبُطُونِ قُرَيْشٍ - حَتَّى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا؛ لِيَنْظُرَ مَا هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ، فَقَالَ: "أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا، قَالَ: "فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ" فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ اليَوْمِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ فَنَزَلَتْ: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ) [المسد: 2]، وفي رواية أخرى: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ-رضى الله عنهما-، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم-حَتَّى صَعدَ الصَّفَا فَهَتَفَ: "يَا صَبَاحَاهْ" فَقَالُوا: مَنْ هَذَا؟، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ: "أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ مِنْ سَفْحِ هَذَا الجَبَلِ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ " قَالُوا: مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا، قَالَ: "فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ"، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) دَعَا رَسُولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-قُرَيْشًا، فَاجْتَمَعُوا فَعَمَّ وَخَصَّ، فَقَالَ: "يَا بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي هَاشِمٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا فَاطِمَةُ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا "

 

وبعد تأمل هذه الروايات وغيرها، عرفنا وظيفة-النبي صلى الله عليه وسلم-الحقيقية، ألا وهي الدعوة إلى الله-عز وجل-، والدعوة صورة من صور الإعلام النافع، ثم يتبين لنا من خلال النظر في الروايات، مميزات الإعلامي الناجح المؤثر، وذلك من خلال ترسيخ عدة مبادئ إعلامية هامة:

 

1-مبدأ البشارة والنذارة: وهو مبدأ أصيل من أهم مبادئ الإعلام الإسلامي؛ فالإعلام الإسلامي يبشر الناس، ويفتح أمامهم آفاق الأمل، ولا يثبط هممهم، وهو أيضا ينذرهم من سوء المصير لمن لم يعتبر بالآيات والسنن، وأتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني.

 

2-فن التوقيت: لقد استغل الرسول-صلى الله عليه وسلم-ظروف الزمان المواتية، ودرس اللحظة المناسبة؛ لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإقناع برسالات ربه، فاختيار الوقت عليه عامل كبير في قبول الدعوة أو ردها، فلننتبه لذلك.

 

3-اختيار الوسائل المناسبة: فقد وُفق الرسول-صلى الله عليه وسلم-في أعلى وسيلة تختصر مساحات المكان، وتخاطب أكبر عدد من الناس في أسرع وقت ممكن، فصعد جبل الصفا، ولعل في هذا دلالة أهمية العناية بالوسيلة، والتألق في فنون الاتصال الإعلامي لإقناع الناس بالحق.

 

4-المدخل الاتصالي المناسب: لقد كانت كلمة: "يا صباحاه" التي استهل بها الرسول-صلى الله عليه وسلم-خطبة الصفا غاية البدايات الجيدة، والاستهلال الحسن، والمدخل المثير للانتباه والاهتمام، والمحرك للوعي، والملفت للنظر في مجتمع ديدنه الحروب التي كانت تنشب بين قبائله لأتفه الأسباب؛ لذا كان حسن الابتداء هذا مفتاحاً لعقول القوم.

 

5-إشراك الجمهور في العملية الاتصالية والحوار المفتوح: وهذا الأسلوب الحواري في الإعلام له أثره الفعال في تحقيق الإقناع والاقتناع.

 

6 ـ القدرة على بث الثقة في الجمهور: من أهم عوامل الإقناع في الاتصال بالناس ودعوتهم، ثقة القائم بالدعوة بما عنده، وبقيمه، وأهدافه، وغاياته السامية، وثقة الناس في صدقه، وأمانته، وعدله، وهذه الدلالة تؤكد على أهم مؤهلات القائم بالاتصال.

 

7-التكرار: هذه الدلالة تؤكد على أسلوب من أساليب الإعلام وهو التكرر فما تكرر تقرر، ومما يؤكد هذا الأسلوب الفعال أن خطبة الصفا جاءت بأكثر من رواية، وهذا يعني أنها كررت في أوقات متعاقبة لاعتبارات ترتبط بالظرف الاتصالي جملة، فالتكرار المتنوع على هذه الصورة هو جوهر الفاعلية المطلوبة لكل رسالة إعلامية.

 

إن الواقع الذي تعيشه معظم المجتمعات الإسلامية في صراعها مع التيارات الوافدة، والأفكار المادية الهدامة، والتي تحملها أجهزة إعلام لها قدرة التأثير، والتجديد، والإقناع، لا شك أنه لا يتفق-تمامًا-مع ما يجب أن تكون عليه هذه الأمة المسلمة من مكانةٍ وريادةٍ، والتي أشار إليها كتاب الله-عزَّ وجلَّ-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) [البقرة: 143]. وليس هذا أمر خيار أن تكون كذلك أو لا تكون، بل هو فرض على أمة الإسلام أن تتولى الدعوة والإبلاغ بأحكام الله الداعية للفضيلة والصلاح، بل ومحاربة المنكرات وكل ما يفسد عقائد الناس أو ينحرف بسلوكهم. يقول الحق-سبحانه-:(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران: 104].

 

إن هذه المواجهة أصبحت ضرورة لا خيارًا، فالإسلام يرفض مواقف السلبية بين الإنسان ومجتمعه، كما يرفض الضغط والإجبار لصالح مبادئ وأفكار واتجاهات تتعارض مع هدي الله، وذلك بعد أن حرّر الإسلام الإنسان من قيود القهر، وكلّفه أعباء المسؤولية عن إرادة واختيار، ومن هنا تبرز ضرورة الإعلام الإسلامي الذي يحمل هدي الله، ليس لمجرد المواجهة وردّ الفعل فقط؛ بل لإعزاز كلمة الله من خلال أجهزة ووسائل يقوم عليها متخصصون مدرّبون مؤمنون برسالة الإسلام (فَلَوْلا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إذَا رَجَعُوا إلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) [التوبة: 122].

 

أهداف الإعلام في المجتمعات المسلمة:

 

 إن الإعلام في المجتمعات الغربية قد تطورت أساليبه، ووسائله، وفنونه بتطور حركة الحياة في تلك المجتمعات، بحيث يمكن القول بأن الإعلام في تلك المجتمعات هو وقْعُ خطى الحياة فيها أو هو صوتها وظل حركتها ومرآة وجهها، وقد نجحت تلك المجتمعات في تطوير وسائل وفنون الممارسة الإعلامية إلى الحد الذي جعل الإعلام سلاحًا لا يستهان به في تحقيق أهدافها ومصالحا الداخلية والخارجية في شتى المجالات، وذلك من خلال ارتباط الإعلام بواقع المجتمعات وحركته وأهدافه. ومما لا شك فيه أن تخلف المجتمعات الإسلامية عن مواكبة التطور العلمي ردحًا من الزمان بفعل ما تعرضت له عن عوامل القهر والتفتت والانقسام؛ قد أدى إلى تجميد قدرتها على التطوير والابتكار في مجالات عديدة سبقها إليها غيرها من الأمم، ومنها المجال الإعلامي، وإذا كنا قد بدأنا في اللحاق بركب التطور-بنقل خبرات غيرنا في مجال الإعلام وبمحاكاة منهجهم؛ فإن علينا-الآن-أن نسترد هويتنا الإسلامية، ونصوغ من فكرنا وجهدنا وعلمنا إعلامًا إسلاميًّا حقيقيًّا يكون حاديًا لحركة الحياة، ورائدًا للفكر الاجتماعي في كل مجتمع مسلم.

والإعلام الإسلامي بهذه المواصفات لابد وأن يرتبط بمنهج الدعوة في جوهره، فالهدف الرئيسي يتمثل في بناء مجتمع مسلم قوي ومتطور، ثم حماية هذا المجتمع من آفات الفكر الهدام ومن تيارات الانحراف، ولا يستطيع الإعلام أن يؤدي دوره في تحقيق هذه الأهداف في المجتمع الإسلامي، ما لم يكن إعلامًا إسلاميًّا في جوهره وعناصره ومنهجه، وهو ما يجعله-بالدرجة الأولى-مرتبطًا بجوهر الدعوة وفكرها وأهدافها، والإعلام في المجتمعات المسلمة له وظائف وأهداف يرمي إليها لتكوين المفاهيم الصحيحة لدى جماهير المستقبلين له في جميع أنحاء العالم، ولغرس القيم والمبادئ الصحيحة السليمة التي تفيد الناس في دنياهم، حيث تنظم شئونهم وأحوالهم المعيشية، وتنظم علاقة البشر بعضهم ببعض، وعلاقة البشر بخالقهم-جل وعلا-، ومن أهم القضايا التي يهدف الإعلام في الإسلام نحو تحقيقها:

 

1-الأهداف العقائدية: ترسيخ العقيدة الصحيحة، وتوصيلها للمتلقين نقية صافية، ورد تحريف المبطلين وشبهاتهم بالبرهان الناصع والدليل الساطع، والتصدي لكل محاولات التشويه والازدراء والتحريف، خاصة في هذه الأيام التي أصبح تحريف العقيدة الإسلامية فيها هدفاً استراتيجياً كبيراً لكافة أصحاب الفرق، والعقائد الضالة، وهذه النقطة من الأولويات الاستراتيجية للعمل الإعلامي في الدولة المسلمة.

 

2-الأهداف التعبدية: تعبيد الناس لربهم سبحانه، وتخليصهم من عبودية الأهواء، والأشخاص، والمعبودات الباطلة، والآلهة الزائفة. فمدلول الإعلام في الإسلام هو تزويد الإنسان بصفة عامة بحقائق الدين الإسلامي الحنيف المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وعرض مشكلات المجتمع الثقافية والاجتماعية والتعليمية من وجهة نظر إسلامية، من خلال رجل الإعلام الذي يتمتع بمعرفة واسعة ومتعمقة في موضوع الرسالة التي يتناولها وصولًا إلى تكوين رأى عام صائب يعي ويدرك حقائق الدين الإسلامي اعتقادًا وعبادة ومعاملة، وإظهار ملامح الصورة الحقيقية لسماحة الدين وعمقه المتفق مع فطرة البشر مهما كانت الجنسية أو الطبقة (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) [ الروم: 30].

 

3-الأهداف الثقافية: لتعميم الوعي والتصدي للغزو الفكري والثقافي العنيف، ورفع مستوى الفهم والمعرفة من أجل إيجاد الفرد الصالح السوي، وإعادة الاعتبار لما اندثر من معالم الأمة الإسلامية وعلى رأسها اللغة العربية، والحفاظ على هوية الأمة والسعي لوحدتها، وتعزيز التواصل بين المجتمعات الإسلامية.

 

4-الأهداف الاجتماعية: بالدعوة إلى تماسك المجتمع ونشر قيم الفضيلة والأخلاق الحميدة بين أبنائه، وترسيخ معاني الأُخوة والمحبة والإيثار والإخلاص، وهي القيم التي تعظم إليها الحاجة وقت الأزمات وما أكثرها في المجتمعات المسلمة!.

 

5-الأهداف الاقتصادية: الرامية نحو تحسين أوضاع المجتمعات المسلمة في الكسب والإنفاق، ومحاربة الثقافات المستوردة في المجال الاقتصادي مثل ثقافة الاستهلاك والاستيراد، والتحذير من عوائق الاستثمار والكسب الحلال مثل الغش والاحتكار والاستغلال والربا إلى آخر الآفات الاقتصادية التي كسرت ظهر كثير من المجتمعات المسلمة وتركتها أسيرة الارتهان لقرار أعدائها.

 

6-الأهداف السياسية: بالتوجيه، والنصح، والمشورة، والتسديد، والإصلاح، وتوثيق وتنظيم وتهذيب العلاقة بين الحاكم والمحكوم على أساس العدل والطاعة، وتطبيق شرع الله، ورعاية مصالح الأمة، وحماية أمنها وحريتها، والتصدي لكل صور الاستبداد والظلم والفساد، وذلك على المستوي الداخلي والخارجي.

 

7-الأهداف العسكرية: بالتوعية ورفع الروح المعنوية والاستنفار وقت الشدائد ونشر ثقافة الجهاد في سبيل الله، وكشف المخططات الرامية لإضعاف الأمة ومؤامرات أعدائها ضدها.

 

8-الأهداف الترفيهية: للتسلية، والترويح، وتجديد النشاط، وتفريغ الطاقات الزائدة، وإدخال السرور على الأولاد، والنساء، وخاصة في أوقات المناسبات، والأعياد، والإجازات الصيفية.

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات