الدعاة في مواجهة مشاريع تقسيم الأمة الإسلامية

شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات: مقالات في الوعي

اقتباس

وفي مقابلة أجرتها وكالة الإعلام الأمريكية مع "برنارد لويس" في 20/5/2005م قال الآتي بالنص: "إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي..

 

 

 

 

من السنن الربانية الثابتة في الكون والخلق؛ الصراع بين الحق والباطل، والخير والشر، وجند الرحمن وأولياء الشيطان، فالصراع سنة ماضية لا يخلو منها عصر ولا مكان، والهدف واحد وهو القضاء على أمة الإسلام أو حملها على ترك دينها والارتداد عن طريق نبيها - صلوات ربي وتسليماته عليه -، وذلك مصداقا لقوله عز وجل: ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) [ البقرة 217 ]، والقتال في الآية جاء بصيغة المضارع ليفيد الاستمرارية.

 

والأمة عبر تاريخها قد واجهت الكثير من الخصوم والأعداء الذين لم تجمعهم راية ولا فكرة ولا هدف سوى محاربة الإسلام وأهله. فقد واجهت الأمة في بداياتها المشركين الأصليين من العرب؛ قريش وأخواتها، ثم واجهت الروم الصليبيين، والفرس المجوس، ثم واجهت البربر الوثنيين، والقوط والوندال الأوروبيين، ثم واجهت الحملات الصليبية العنيفة لأكثر من قرنين من الزمان في العصور الوسطى بقيادة الفرنجة، ثم واجهت المغول الوثنيين، وكان لها الدور الأروع في إنقاذ البشرية من الاكتساح المغولي للحضارة الإنسانية المعروفة، بعد أن أوقفوا الزحف المغولي على أرجاء المعمورة على عتبات عين جالوت.

 

وفي العصر الحديث واجهت الأمة زحفا شيوعيا أحمرا محملا بأفكار الإلحاد والكفر هبت رياحه من الاتحاد السوفيتي، وزحفا غريبا ليبراليا هاتكا ماجنا محملا بأفكار الانحلال والفوضى الأخلاقية هبت رياحه من أوروبا وأمريكا. وأخطر من ذلك كله واجهت كيانا سرطانيا مسموما انغرس في قلب العالم الإسلامي اسمه الكيان الصهيوني.

 

ولكن كل ما مرت به الأمة شيء، وما تتعرض له الأمة الإسلامية اليوم شيء آخر، فالأمة الإسلامية وأهل السنة على وجه التحديد يواجه اليوم أخطر تحالف شيطاني، فلأول مرة في تاريخ الصراع يتحالف الأمريكان الصليبيون مع الروس الشيوعيين والصليبيين مع الصهاينة مع الفرس المجوس ضد العالم الإسلامي السني تحديدا، وذلك في أجندة رهيبة تستهدف إبادة أهل السنة ومحاصرتهم وتمزيق كياناتهم السياسية إلى دويلات صغيرة متناثرة متصارعة بطعم ولون طائفي وعرقي ومذهبي، وذلك لإحكام السيطرة على أهل السنة واستئصالهم بالكلية إن استطاعوا.

 

هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها تحالف القوى الشريرة من صليبيين وصهاينة أن يكيدوا للأمة الإسلامية، فقبل مائة عام تقريبا وفي أوائل القرن العشرين تفاعلت عدة قوى عالمية احتلالية للسيطرة على قلب الشرق الأوسط بوصفه الحلقة الأهم في تأمين طرق التجارة العالمية، لسيطرتها على الممرات المائية الرئيسية في العالم، لذلك تنافست عليه القوى الراغبة في تأمين أو تهديدات المستعمرات الأوروبية، وقد بلغت هذه التفاعلات والمنافسة درجة شديدة من التعقيد والتشابك جعلت الصراع الأوروبي في النهاية يصل لقناعة التفاوض والتقاسم، فكانت اتفاقية سايكس بيكو سازانوف سنة 1916 الشهيرة، بين انجلترا وفرنسا وروسيا القيصرية للتفاهم على اقتسام قلب الشرق الأوسط بعد التخلص من الدولة العثمانية، وفي نفس العام قام وزير خارجية انجلترا اللورد " بلفور " بمنح الصهاينة وعدا بجعل فلسطين وطنا قوميا لليهود. من ثم كانت الحدود المصطنعة لدول المنطقة بالكيفية التي أرادها الاحتلال الصليبي، ووفق أهدافه ومصالحه وأجندته الآثمة تجاه المنطقة. وكانت هذه الاتفاقية هي فاتحة مشاريع التقسيم للعالم الإسلامي والتي ما زالت نسخها تتطور كل يوم عن ذي قبل، في إصرار واضح نحو تمزيق العالم الإسلامي.

 

ومن الأمور العجيبة حقا؛ أن في نفس العام الذي وقعت فيه اتفاقية سايكس ـ بيكو المشئومة، وُلد رائد مشاريع تقسيم العالم الإسلامي في العصر الحديث؛ وهو المستشرق الصهيوني الشهير، الإنجليزي الأصل، الأمريكي الجنسية " برنارد لويس " والذي يعتبر أشهر عرابّي هذه الاتفاقية ومطورها ومدخل أهم وأخطر التعديلات فيها. تخرَّج " لويس "في جامعة لندن 1936م، وعمل فيها مدرس في قسم التاريخ للدراسات الشرقية الإفريقية. كتب "لويس" كثيرًا عن العالم الإسلامي، وتداخل في تاريخ الإسلام والمسلمين، فكتب عن كلِّ ما يسيء للتاريخ الإسلامي متعمدًا، فكتب عن الحشاشين، وأصول الإسماعيلية، والقرامطة، وكتب في التاريخ الحديث نازعًا النزعة الصهيونية التي يصرح بها ويؤكدها. وكان " لويس " شديد العداء للعرب والمسلمين، واصفا إياهم بكل سلبية ونقيصة، ويعتبر بحق الأب الروحي للحروب الصليبية التي شنتها إدارة بوش الصغير على العالم الإسلامي.

 

 برنارد لويس كان أول الداعين إلى مشروع تقسيم وتجزئة الشرق الأوسط من باكستان إلى المغرب العربي حيث طرح هذا الموضوع عشية إقامة الإمبريالية الغربية للكيان الصهيوني على أرض فلسطين سنة 1948م، ثم نشر المستشرق الصهيوني دراسة في مجلة وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يقترح فيها إعادة وزيادة تفتيت العالم الإسلامي من باكستان إلى المغرب، وإنشاء أكثر من ثلاثين كيانًا سياسيًّا جديدًا. وهذا الحديث يعني تحويل العالم العربي والإسلامي إلى "فسيفساء ورقية" تقوم فيها 88 دولة، بدلاً من56دولة، بما يعنيه هذا التقسيم المقترح من شقاقات وصراعات وحروب وآلام، تزيد هذه الكيانات ضعفًا فوق ضعفها، وهزالاً فوق هزالها، ولقد كان برنارد لويس صريحًا عندما قال: إن هذا التفتيت للعالم الإسلامي هو الضمان الحقيقي لأمن إسرائيل، التي ستكون الأقوى وسط هذه "الفسيفساء".

 

وفي عام 1980م والحرب العراقية الإيرانية مستعرة صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي "بريجنسكي" بقوله: "إن المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة من الآن '1980م' هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم علي هامش الخليجية الأولي التي حدثت بين العراق وإيران تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود "سايكس- بيكو ".  وعقب إطلاق هذا التصريح وبتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بدأ المؤرخ الصهيوني " لويس " بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعًا كلا علي حدة، ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الإفريقي. وتفتيت كل منها إلي مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، شريطة أن تكون هذه الكيانات ضعيفة ومتباينة مذهبيا وطائفيا وعرقيا، حتى يسهل إشعال الصراع بينها، وإبقائها تحت السيطرة والهيمنة الغربية.

 

الصحيفة الأمريكية "وول ستريت جرنال في عدد خاص صدر سنة 2006 بمناسبة مرور تسعين سنة على مولد " برنارد لويس " ذكرت " أن "لويس" كان مع الرئيس بوش الابن ونائبه تشيني، خلال اختفاء الاثنين علي إثر حادثة ارتطام الطائرة بالمركز الاقتصادي العالمي، وخلال هذه الاجتماعات ابتدع لويس للغزو مبرراته وأهدافه التي ضمَّنها في مقولات "صراع الحضارات" و"الإرهاب الإسلامي"، وقد قدم لويس الكثير من الذخيرة الأيدلوجية لإدارة بوش في قضايا الشرق الأوسط والحرب علي الإرهاب؛ حتى إنه يُعتبر بحقٍّ منظرًا لسياسة التدخل والهيمنة الأمريكية في المنطقة، بحسب وصف الصحيفة نفسها.

 

وفي مقابلة أجرتها وكالة الإعلام الأمريكية مع "برنارد لويس"  في 20/5/2005م قال الآتي بالنص: "إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان، إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية ".

 

هذه النفسية العنصرية الحاقدة هي التي تحكم وتخطط وتدبر مشاريع تقسيم العالم الإسلامي، فبعد طرح برنارد لويس لمشروعه ( القديم الحديث ) ظهرت الكثير من الدراسات والمشاريع التي تتناول هذا الموضوع من قبل العديد من الكتاب الأمريكان والصهاينة خصوصا بعد احتلال العراق عام 2003، حيث في 22/7/2007 نشرت صحيفة الديار اللبنانية تقريراً من باريس عن محاضرة للسفير الأميركي الأسبق في لبنان " ريتشارد باركر"  قال فيها: "إن الرئيس جورج بوش سيعمل خلال الفترة المتبقية من ولايته الرئاسية على وضع أسس ثابتة لمشاريع "خرائط طرق" لمنطقة الشرق الأوسط تنطلق من تطلعات القسم الأكبر من ممثلي الأقليات الدينية والمذهبية والعرقية التي تتمحور كلها حول ضرورة منح الحكم الذاتي لهذه الأقليات عبر إقامة أنظمة حكم ديمقراطية فدرالية بديلة للأوطان والحكومات القائمة الآن".

 

مشروع برنارد لويس دخل حيز التنفيذ الفعلي بعد اندلاع الثورة السورية ضد نظام الأسد، فرغم مأساوية ووحشية الأحداث في سوريا إلا إنها بقدر الله عز وجل قد أصبحت محطة فارقة، ونقطة فاصلة، على المستوى الإقليمي والدولي، فبعد أن اتضح جليا أن الميدان السوري قد أصبح ملعبا لتنافس القوى الإقليمية والدولية على المصالح والثروات. إن اتفاق كيري – لافروف  في جنيف سبتمبر 2013 يَحلّ واقعياً مكانَ اتفاقية سايكس - بيكو القديمة  كإطار لتقاسم النفوذ الأميركي - الروسي في الشرق الأوسط. والخلافات التي تظهر الآن وغداً بين واشنطن وموسكو تنحصر بكيفية تنفيذ الاتفاق ولن تؤثر على الاتفاق بحدِّ ذاته. ومن يراجع التاريخ، يجدْ أنّ الفرنسيين والبريطانيين اختلفوا كثيراً بعد اتفاقية سايكس بيكو، واستمرت الاتفاقية. لأن الهدف الأساسي من اتفاق أمريكا وروسيا هو الهيمنة على العالم الإسلامي والشرق الأوسط بتمزيقه طائفيا وعرقيا ومذهبيا، على غرار التجربة البلقانية في أوروبا، أو الصومالية في أفريقيا، واقتسام هذه الغنيمة الممزقة على غرار تقسيم مناطق النفوذ في حقبة الحرب الباردة.

 

هذه المخططات الآثمة المحملة بنظرة استعلائية عنصرية ودينية مقيتة تضع الأمة الإسلامية بكل أطيافها أمام واحد من أصعب اختباراتها، الأمة كلها؛ قادتها وحكامها وعلماؤها ودعاتها ومفكريها ومثقفيها، وكل من يستطيع أن يسهم في بناء حائط صد هذا العدوان الغاشم. والدعاة من أكثر طوائف الأمة تحملا لهذه المسئولية، فهم أكثر الناس احتكاكا بالشعوب والجماعات والأفراد. لذلك فقد توجب عليهم ما لم يتوجب بنفس القدر على غيرهم.

 

ومن هنا لابد من الدعاة من انتهاج إستراتيجية واضحة المعالم لمقاومة هذا العدوان، بالارتكاز في خطابهم الدعوي على عدة نقاط هامة، منها:

 

1 ـ  التركيز على الهوية، فالدعاة مطلوبون دوما بالتركيز على الهوية الإسلامية للمجتمعات، الهوية التي تبرز مميزات الأمة العقائدية والأخلاقية والسلوكية، وهذا التركيز يحتاج لنقلة نوعية في الخطاب الدعوي، بنقله من طور الكلام والخطب والدروس والمواعظ  لطور التطبيق العملي والفعلي المتجسد في آداب وعلاقات وسلوكيات ومعاملات يتبلور بها شكل المجتمع المسلم ويتمايز عن غيره من المجتمعات المعاصرة، فالهوية الإسلامية لمجتمعاتنا قد تعرضت عبر السنين لتجريف شديد استأصل غالب أجزائها وشوه معظم معالمها، فأصبحت هوية مجتمعاتنا اليوم مسخ هجين حائر بين أصوله الإسلامية ومظاهره الغربية المستوردة، فتجد الجامعات بجوارها المسارح والسينمات، والمساجد بجوارها المراقص والحانات، فلا هي مجتمعات إسلامية ولا هي غربية، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، مما أوجد حيرة وتناقضا ضاع بين رحاه كثير من شبابنا وأبنائنا، وإعادة اصطفاف الأمة من جديد في إطار قيمي وأخلاقي واحد لن يتم إلا بإعادة الوجه الحقيقي لهذه الأمة والمجتمعات، وتجسيد هويتها في حياة أكبر شريحة ممكنة من المسلمين.

 

2 ـ لابد من الوقوف على سبب الأزمة الحقيقي، ومعرفة التوصيف الصحيح لعلل الأمة المزمنة والتي أورثتنا كل هذه النكبات، لابد لنا من سؤال أنفسنا لماذا يتجرأ علينا الآخرون ؟ لماذا وصلت الأمة لهذا المستوى من الانهيار الحضاري بحيث أصبحت كلأ مباحا لأعدائها من كل حدب وصوب ؟ بل نسأل أنفسنا لماذا يواصلون جرحنا وإيذائنا مرة بعد مرة، ونحن عاجزون عن ردعهم وإيقاف عدوانهم المتتالي ؟ فما عليه الأمة الآن هو محصلة قرون من الأخطاء والخطايا التاريخية التي نشأت أساسا بسبب بعد الأمة عن المنهج الرباني القويم. هذا السؤال الحيوي يمثل لبنة الأساس في الخروج من نفق الأمة المظلم، والخطوة الأولي على طريق العلاج الصحيح لأزمات الأمة المتقرحة، فإن كرامتنا لم تمتهن في واقع الأمر بسبب ما عندنا من ثروات يطمح فيها العدو فحسب، ولكن لأننا بأيدينا قد أوقعنا أنفسنا في هذه المأزق، فالتخلف الذي يخيم على العديد من جوانب حياتنا جعل أبناء الأمة غير مؤهلين لمواكبة أقرانهم في الدول الغربية، وجعل الأمة عالة على الأمم الأخرى في غالب أمور حياتهم، مما أوجد حالة من الدونية و الانهزامية عند أبناء الأمة وشروخا في نفسيتهم وعقليتهم جعلتهم يعيشون على هامش العصر.

 

3 ـ الترويج لثقافة الإخوة في الله، وعلاقة المسلمين بعضهم ببعض، ووضع دستور الإخوة في القرآن والسنة كميثاق عمل يلتزم به الجميع في هذا الظرف الدقيق، و التصدي لكل محاولات الفرقة والاختلاف، بنبذ كل دعاوي العصبية والطائفية والقومية والمذهبية التي يحاول الكثيرون تبنيها وترويجها في العالم الإسلامي، ورفض التعصب بكل صوره، فالتعصب يعتبر العائق الأساسي أمام كل أشكال التقارب بين الأفراد والجماعات والشعوب والمؤسسات وذلك لأنه يكرس أسباب الفرقة ويهدم ما هو قائم من قواعد الاتفاق والوحدة، والتعصب له أوجه كثيرة أبرزها التعصب الديني وهو الأعلى صوتا والأكثر ظهورا والأعمق تأثيرا، ومنه التعصب للقبيلة وهو ما كان عليه العرب في الجاهلية الأولى، ومازالت آثاره قائمة حتى اليوم، ومنها التعصب للعنصر أو اللون أو اللسان أو الوطن أو المنهج الثقافي، وكلها خناجر طعنت بها الأمة كثيرا، وأضعفتها أمام أعدائها عبر التاريخ.

 

4 ـ رفع وعي الشعوب المسلمة بطبيعة المخططات الموجهة ضدهم، وإخراج الأمة من حالة السبات واللا وعي التي تعيشها شرائح كبيرة من الأمة الإسلامية، ووضع هذه المخططات على طاولة النقاش المجتمعي، في الدروس وحلق العلم والتجمعات الشبابية، وكشف أساليب الأعداء ووسائلهم وأدواتهم في الكيد ضد الأمة الإسلامية، وفضح هذه المؤامرات من أهم أولويات الدعاة في رفع الوعي لدى الشعوب المسلمة.

 

 

 

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات