دعوة المسلمين وخاصة الأثرياء لنجدة إخوانهم المظلومين المنكوبين في بلاد الشام

عبد المحسن بن حمد العباد البدر

2022-10-09 - 1444/03/13
التصنيفات: مقالات في الوعي

اقتباس

وهذا النداء لنجدتهم موجه لكل مسلم في قلبه رحمة بما يقدر عليه، وأما بلاد الحرمين ودول الخليج الذين أوسع الله عليهم النعم وأكثرَ فيهم الأثرياء فإن من أعظم شكرهم لله - عز وجل - على إجزاله لهم العطاء التقرب إليه بالبذل من المال الذي أعطاهم في وجوه الخير ليجدوا ثواب ذلك في الحياة وبعد الممات، والمسلم

 

 

 

 

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 
أما بعد، فقد مر على المأساة المؤلمة في بلاد الشام ثلاث سنوات تقريباً حصل لشعب هذه البلاد فيها التقتيل والتدمير والترويع والتشريد إلى الأردن وتركيا ولبنان، والسكنى في مخيمات بدلاً من سكناهم في بيوتهم التي فروا منها خوفاً على أرواحهم من وسائل التقتيل بالطائرات وغيرها من الطغمة المتسلطة المستأسدة في بلادهم، وقد تجاوز القتلى من الرجال والنساء والأطفال مائة ألف قتيل.

 
وقد كتبت قبل ذلك كلمتين إحداهما بعنوان: «المجازر المروعة في بلاد الشام إلى أين وإلى متى أيها المتشدقون بالديمقراطية؟!» نشرت بتاريخ 22/12/1433هـ، والثانية بعنوان: «عار على الدول الإسلامية وعقلاء زعماء غيرها خذلان المنكوبين في بلاد الشام» نشرت بتاريخ 8/8/1434هـ، ومع ذلك فلا تزال الدول المتشدقة بالديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان تتفرج على هذه المجازر المروعة والتقتيل الجماعي بواسطة قذف الطائرات البراميل المتفجرة التي تقتل الإنسان وتدمر البنيان، وكأنما قلوب هؤلاء المتفرجين قطع من الحجارة، فالذين بقوا في بلادهم ولم يفروا منها ينتظرون الموت في كل لحظة، والذين فروا منها وسكنوا في مخيمات حصل لبعضهم ولاسيما أطفالهم الهلاك والأمراض بسبب شدة البرد في هذه الأيام وتساقط الثلوج في أرضهم وعلى مخيماتهم، وواجب المسلمين في كل مكان ولاسيما أثريائهم المبادرة إلى نجدتهم في كل ما يحتاجون إليه من إيواء وغذاء وكساء ودواء وفراش وغطاء وتدفئة وكهرباء وغير ذلك مما يحتاجه هؤلاء المنكوبون.

 

 وهذا النداء لنجدتهم موجه لكل مسلم في قلبه رحمة بما يقدر عليه، وأما بلاد الحرمين ودول الخليج الذين أوسع الله عليهم النعم وأكثرَ فيهم الأثرياء فإن من أعظم شكرهم لله - عز وجل - على إجزاله لهم العطاء التقرب إليه بالبذل من المال الذي أعطاهم في وجوه الخير ليجدوا ثواب ذلك في الحياة وبعد الممات، والمسلم يحب للمسلمين ما يحبه لنفسه ويكره لهم ما يكرهه لها لاسيما في إغاثة إخوانهم في الشام الذين حلت بهم المصائب وتتابعت عليهم النكبات، قال الله - عز وجل - في حق المنفقين في وجوه الخير: (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ)، وقال: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا)، وقال: (قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ)، وقال: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)، وقال: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)، وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن مال المرء هو ما قدمه، وأن مال وارثه هو ما أخره رواه البخاري (6442)، 

 

فالله الله يا أثرياء المسلمين وعلى الأخص الأثرياء في بلاد الحرمين ودول الخليج، بادروا لنجدة إخوانكم المنكوبين في بلاد الشام بكل ما تستطيعون فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.

 

وأسأل الله - عز وجل - أن يكشف الغمة ويزيل الكربة عن المنكوبين المظلومين في بلاد الشام، وأن يسلط على أعدائهم الظالمين لهم من داخل بلادهم وخارجها جنداً من جنوده التي لا يعلمها إلا هو، اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزم الظالمين لشعب بلاد الشام، اللهم ألق الرعب في قلوبهم وشتت شملهم واجعل دائرة السوء عليهم، إنك على كل شيء قدير.

 

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

 

 

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات