أبو القاسم بن عساكر (الحافظ الكبير)

شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات: شخصيات تاريخية

اقتباس

قرأت بخط معمر بن الفاخر في معجمه أخبرني أبو القاسم الحافظ إملاء بمنى, وكان من أحفظ من رأيت, وكان شيخنا إسماعيل بن محمد الأمام يفضله على جميع من لقيناهم: قدم أصبهان, ونزل في داري, وما رأيت شابا ً أحفظ ولا أروع ولا أتقن منه, وكان فقيها ً أديبا ً سنيا ً, سألته عن تأخره عن الرحلة إلى أصبهان, قال: استأذنت أمي في الرحلة إليها فما أذنت..

 

 

 

 

اسمه: علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين, أبو قاسم الدمشقي الشافعي, المشهور بابن عساكر، الإمام الكبير، الحافظ المجود، محدث الشام، مؤرخها.

 

قال ابن السبكي: ولا نعلم أحدا ً من جدوده يسمى عساكر, وإنما هو اشتهر بذلك.

 

مولده: ولد في المحرم أول الشهر سنة تسع وتسعين وأربعمائة، في دمشق، ارتحل إلي العراق سنة 520، وحج سنة 521 هجرية، ثم دخل خراسان وطاف البلاد ولاقى الشيوخ، وأقام في بغداد خمس سنين يحصل العلم ويجالس الأئمة، وسمع من علماء الحجاز، حتى بلغ عدد شيوخه 1300 شيخ بالسماع، 290 شيخ بالإجازة ، ومنهم 83 امرأة.

 

ثناء العلماء عليه:

 

قال له شيخه أبو الحسن بن قبيس, وقد عزم على الرحلة: إني لأرجو أن يحيى الله بك هذا الشأن, فكان كما قال, وعدت كرامة للشيخ, وبشارة للحافظ.

 

ولما دخل بغداد أعجب به العراقيون, وقالوا: ما رأينا مثله, وكذلك قال مشايخه الخرسانيون.

 

وقال شيخه أبو الفتح المختار بن عبد الحميد: قدم علينا أبو علي بن الوزير فقلنا: ما رأينا مثله, ثم قدم علينا أبو سعد بن السمعاني فقلنا: ما رأينا مثله, حتى قدم علينا هذا فلم نر مثله.

 

وقال شيخه الخطيب أبو الفضل الطوسي: ما نعرف من يستحق هذا اللقب اليوم سواه, يعني لفظه الحافظ, وكان يسمي ببغداد شعلة نار, م توقده وذكائه, وحسن إدراكه, لم يجتمع في شيوخه ما اجتمع فيه, من لزوم طريقة واحدة منذ أربعين سنة يلازم الجماعة في الصف المقدم, إلا من عذر مانع, والاعتكاف, والمواظبة عليه في الجامع, وإخراج حق الله, وعدم التطلع إلى أسباب الدنيا, وإعراضه عن المناصب الدينية ؛ كالإمامة, والخطابة, بعد أن عرضنا عليه.

 

وعن أبي الحسن سعيد الخير قال: ما رأيت في سن أبي القاسم الحافظ مثله.

 

وحدث التاج محمد بن عبد الرحمن المسعودي سمعت الحافظ أبا العلاء الهمذاني يقول لبعض تلامذته – وقد استأذنه أن يرحل – فقال: إن عرفت أستاذا ً ( أعلم مني ) أو في الفضل مثلي, فحينئذ آذن إليك أن تسافر إليه, اللهم إلا أن تسافر إلى الحافظ بن عساكر و فإنه حافظ كما يجب.

 

فقلت: منم هذا الحافظ ؟ فقال: حافظ الشام أبو القاسم يسكن دمشق, وأثنى عليه.

 

وقال ابن النجار: قرأت بخط معمر بن الفاخر في معجمه أخبرني أبو القاسم الحافظ إملاء بمنى, وكان من أحفظ من رأيت, وكان شيخنا إسماعيل بن محمد الأمام يفضله على جميع من لقيناهم: قدم أصبهان, ونزل في داري, وما رأيت شابا ً أحفظ ولا أروع ولا أتقن منه, وكان فقيها ً أديبا ً سنيا ً, سألته عن تأخره عن الرحلة إلى أصبهان, قال: استأذنت أمي في الرحلة إليها فما أذنت.

 

وقال السمعاني: أبو القاسم كثير العلم, غزير الفضل, حافظ متقن دين خير حسن السمت, جمع بين معرفة المتون والأسانيد, صحيح القراءة, متثبت محتاط, إلى أن قال: جمع ما لم يجمع غيره, وأربى على أقرانه.

 

قال الذهبي: سمعت الحافظ علي بن محمد يقول: سمعت الحافظ أبا محمد المنذري يقول: سألت شيخنا أبا الحسن علي بن الفضل الحافظ عن أربعة تعاصروا فقال: من هم؟ قلت الحافظ بن عساكر, والحافظ بن ناصر. فقال: ابن عساكر أحفظ قلت ابن عساكر وأبو موسى المديني ؟ قال: ابن عساكر, قلت: ابن عساكر وأبو طاهر السلفي؟ فقال: السلفي شيخنا, السلفي شيخنا.

 

قال الذهبي: لوح بأن ابن عساكر أحفظ, ولكن تأدب مع شيخه, وقال لفظا ً محتملا ً لتفضل أبي طاهر فالله أعلم.

 

وقال الذهبي: وكان فهما ً حافظا ً متقنا ً ذكيا ً بصيرا ً بهذا الشأن, لا يلحق شأوه, ولا يشق غباره, ولا كان له نظير في زمانه.

 

وقال ابن خلكان: كان محدث الشام في وقته, ومن أعيان الفقهاء الشافعية, غلب عليه الحديث, فاشتهر به, وبالغ في طلبه, إلى أن جمع منه مالم يتفق لغيره, ورحل, وطوف وجاب البلاد, ولقي المشايخ, وكان رفيق الحافظ أبي سعد, عبد الكريم بن السمعاني في الرحلة, وكان حافظا ً دينا ً جمع بين معرفة المتون والأسانيد.

 

وقال ابن السبكي: هو الشيخ الإمام ناصر السنة وخادمها, وقامع جند الشيطان بعساكر اجتهاده وهادمها, إمام أهل الحديث في زمانه وختام الجهابذة الحفاظ, لا ينكر أحد مكانه محط رحال الطالبين, ومثل ذوي الهمم من الراغبين, والواحد الذي أجمعت الأمة عليه, والواصل إلى ما لم تطمع الآمال إليه, البحر الذي لا ساحل له, والحبر الذي حمل أعباء السنة كاهله, قطع الليل والنهار دائبين في دأبه, وجمع نفسه على أشتات العلوم, لا يتخذ غير العلم والعمل صاحبين, وهما منتهى أربه, حفظ, لا تغيب عنه شاردة, وضبط استوت لديه الطريفة والتالدة, وإتقان ما وعى به من سبقه إن لم يكن فاقه, وسعة علم أترى بها, وترك الناس كلهم بين يديه ذوي فاقة.

 

طلبه للعلم وبراعته فيه:

 

قال ابن السبكي: لما حملت به أمه رأى والده في المنام أنه يولد له ولد يحيي الله به السنة – ولعمر الله هكذا كان أحيا الله به السنة وأمات به البدعة – يصدع بالحق لا يخاف في الله لومة لائم, ويسطو على أعداء الله المبتدعة ولا يبالي وإن رغم انف الراغم

 

قال ولده الحافظ بهاء الدين أبو محمد القاسم: قال لي أبي لما حملت بي أمي رأت في منامها قائلا ً يقول لها: تلدين غلاما ً يكون له شأن ؛ فإن ولدتيه فاحمليه إلى المغارة - يعني مغارة الدم بجبل قاسيون – يوم الأربعين من ولادته, وتصدقي بشيء فإن الله يبارك لك وللمسلمين فيه, ففعلت ذلك كله, وصدقت اليقظة منامها ونبهه السعد فأسهره الليالي في طلب العلم, وغيره سهرها في الشهوات, أو نامها, كان له الشأن العظيم والشأو الذي يجل عن التعظيم.

 

وقال التاج محمد بن عبد الرحمن المسعودي: وقال لي أبو العلا ؛ ( يعني الهمذاني ) يوما ً: أي شيء فتح له, وكيف ترى الناس له ؟ قلت: هو بعيد من هذا كله, لم يشتغل منذ أربعين سنة إلا بالجمع والتصنيف والتسميع حتى في نزهه وخلواته فقال: الحمد لله هذا ثمرة العلم ألا إنا قد حصل له هذه الدار والكتب والمسجد هذا يدل على قلة حظوظ أهل العلم في بلادكم, ثم قال لي: ما كان يسمي أبو القاسم ببغداد إلا شعلة نار من توقده, وذكائه وحسن إدراكه.

 

وروى زين الأمناء حدثنا ابن القزويني عن والد مدرس النظامية قال: حكى لنا الفراوي قال قدم علينا ابن عساكر فقرأ علي في ثلاثة أيام فأكثر فأضجرني وآليت أن أغلق بابي وأمتنع جري هذا الخاطر لي بالليل فقدم من الغد شخص فقال: أنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك رأيته في النوم فقال: امض غلى الفرواي وقل له: إن قدم إلى بلدكم رجل من أهل الشام أسمر يطلب حديثي فلا يأخذك منه ضجر ولا ملل. قال: فما كان الفراوي يقوم حتى يقوم الحافظ أولا.

 

قال أبو المواهب: وأنا كنت أذاكره في خلواته عن الحفاظ الذين لقيتهم, فقال: أما ببغداد؛ فأبو عامر العبدري, وأما بأصبهان فأبو نصر اليونارتي, لكن إسماعيل الحافظ كان أشهر منه, فعلى هذا ما رأى سيدنا مثل نفسه, فقال: لا تقل هذا, قال تعالى: ( فلا تزكوا أنفسكم ) النجم: 32, فقد قال: ( وأما بنعمة ربك فحدث ) الضحى: 11, فقال: نعم ! لو قال قائل: إن عيني لم تر مثلي لصدق.

 

عبادته

 

قال أبو المواهب: وأنا أقول: لم أر مثله ولا من اجتمع فيه من لزوم طريقة واحدة مدة أربعين سنة من لزوم الجماعة في الخمس في الصف الأول إلا من عذر, والاعتكاف في رمضان وعشر ذي الحجة, وعدم التطلع إلى تحجيل الأملاك وبناء الدور, قد أسقط ذلك عن نفسه, وأعرض عن طلب المناصب من الإمامة والخطابة, وأباها بعد أن عرضت عليه وقلة التفاته إلى الأمراء, وأخذ نفسه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, لا تأخذه في الله لومة لائم, قال لي: لما عزمت على التحديث والله المطلع أنه ما حملني على ذلك حب الرياسة والتقدم, بل قلت: متى أروي كل ما سمعته, وأي فائدة في كوني أخلفه بعدي صحائف ؟ فاستخرت الله, واستأذنت أعيان شيوخي ورؤساء البلد, وطفت عليهم فكل قال: ومن أحق بهذا منك ؟ فشرعت في ذلك سنة ثلاث وثلاثين فقال لي والدي أبو القاسم الحافظ: قال لي جدي القاضي أبو المفضل لما قدمت من سفري اجلس إلى سارية من هذه السواري, حتى نجلس إليك فلما عزمت على الجلوس أتفق أنه مرض, ولم يقدر له بعذ ذلك الخروج إلى المسجد.

 

وقال ابنه القاسم: وكان مواظبا ً على صلاة الجماعة, وتلاوة القرآن, يختم كل جمعة, ويختم في رمضان كل يوم, ويعتكف في المنارة الشرقية, وكان كثير النوافل والأذكار, يحيي ليلة النصف والعيدين بالصلاة والتسبيح, ويحاسب نفسه, على لحظة تذهب في غير طاعة قال لي: لما حملت بي أمي رأت في منامها قائلا ً يقول: تلدين غلاما ً يكون له شأن وحدثني أن أباه رأى رؤيا معناه يولد لك ولد يحيي الله به السنة.

 

مصنفاته:

 

قال ابنه القاسم: روى عنه أشياء من تصانيفه بالإجازة في حياته, واشتهر اسمه في الأرض, وتفقه في حداثته على جمال الإسلام أبي الحسن السلمي وغيره, وانتفع بصحبه جده لأمه القاضي أبي المفضل عيسى بن علي القرشي في النحو و وعلق مسائل في الخلاف عن أبي سعد بن أبي صالح الكرماني ببغداد, ولازم الدرس والتفقه بالنظامية ببغداد, وجمع فأحسن قال: فمن ذلك ( تاريخه )؛ ( أي تاريخ دمشق ) في ثمانمائة جزء – قلت ( الذهبي ): الجزء عشرون ورقة ؛ فيكون ستة عشر ألف ورقة.

 

قال: وجمع ( الموافقات ) في اثنين وسبعين جزءا ً, و( عوالي مالك ), و( الذيل ) عليه خمسين جزءا ً, و( غرائب مالك ) عشرة أجزاء, و ( المعجم ) في اثني عشر جزءا, قلت ( الذهبي ) هو رواية مجدرة لم يترجم فيه شيوخه, قال: وله ( مناقب الشبان ) خمسة عشر جزءا ً, و ( فضائل أصحاب الحديث ) ؛ أحد عشر جزءا ً, و( فضل الجمعة), مجلد, و ( تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري ) مجلد, و ( المسلسلات ) مجلد, و ( السباعيات ) سبعة أجزاء, ( في يوم المزيد ) ثلاثة أجزاء, ( الزهادة في الشهادة ) مجلد, ( طرق قبض العلم ), ( حديث الاطيط ), ( حديث الهبوط وصحته ), ( عوالي الأوزاعي وحاله) جزءان.

 

ومن تواليف ابن عساكر اللطيفة: ( الخماسيات ) جزء, ( السداسيات ) جزء, ( أسماء الأماكن التي سمع فيها ), ( الخضاب ), ( إعزاز الهجرة عند إعواز النصرة ), ( المقالة الفاضحة ), ( فضل كتابة القرآن ), ( من لا يكون مؤتمنا ً لا يكون مؤذنا ً ), و ( فضل الكرم على أهل الحرم ), ( في حفر الخندق ), ( قول عثمان: ما تغنيت ), ( أسماء الصحابة المسند ), ( أحاديث رأس مال شعبة ), ( أخبار سعيد ابن عبد العزيز ), ( مسلسل العيد ), (الابنة ), ( فضائل العشرة ) جزءان, ( من نزل المزة ), ( في الربوة والنيرب ), ( في كفر سويسية ), ( رواية أهل صنعاء ), ( أهل الحمريين ), ( فذايا ), ( بيت قوفا ), ( البلاط ), ( قبر سعد ), ( جسرين ), ( كفر بطنا ), ( حرستا ), ( دوما مع مسرابا ), ( بيت سوا ), (جركان ), ( جديا وطرميس ), ( زملكا ), ( جوبر ), ( بيت لها ), ( برزة ), ( منين ), (يعقوبا ), ( أحاديث بعلبك ), ( فضل عسقلان ), ( القدس ), ( المدينة ), ( مكة ), كتاب (الجهاد ), ( مسند أبي حنيفة ومكحول ), ( العزل ) وغير ذلك.

 

درر من أشعاره

 

من نظم أبي القاسم بن عساكر:

 

ألا إن الحديث أجـــــــــل علم  وأشرفه الأحاديث العوالــــي

وأنفع كل نــوع منـــه عندي وأحسنه الفوائد والأمـــــالي

فإنك لن ترى للعلـم شيــــــئا ً  تحققه كأفواه الرجـــــــــــال

فكن يا صاح ذا حرص عليـه  وخذه عن الشيوخ بــلا ملال

ولا تأخذه من صحف فترمي  من التصحيف بالداء العضال

 

وله:

أيا نفس ويحك جاء المشيب ***  فماذا التصابي وماذا الغـــزل

تولى شبابي كـــــأن لم يكـن ***   وجاء مشيبي كـــــأن لم يزل

كأني بنفسـي علـــى غــــرة  ***  وخطب المنـــون بها قد نزل

فياليت شعـــــري ممن أكون  ***  ومـــــا قدر الله لي في الأزل

 

قال الذهبي: ولابن عساكر شعر حسن يميله عقيب كثير من مجالسه وكان فيه اجتماع عن الناس ، وترك للشهادات على الحكام, وهذ الرعونات.

 

وفاته:

 

توفي في رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة, ليلة الاثنين حادي عشر الشهر, وصلى عليه القطب النيسابوري, وحضره السلطان صلاح الدين, ودفن عند أبيه بمقبرة باب الصغير.

 

قال الذهبي: وبلغنا أن الحافظ عبد الغني المقدسي بعد موت ابن عساكر نفذ من استعار له شيئاً من ( تاريخ دمشق ) فلما طالعه, انبهر لسعة حفظ ابن عساكر, ويقال: ندم على تفويت السماع منه, فقد كان بين ابن عساكر, وبين المقادسة واقع رحم الله الجميع.

 

 

 ولأبي علي الحسين بن عبد الله ابن رواحة يرثي الحافظ ابن عساكر:

 

ذر السعي في نيل العلى والفضــائل **** مضى من إليه كان شد الرواحل

وقولا لساري البرق إنــــــي نــعيته**** بنار أسي أو دمع سحـب هواطل

وما كان إلا البحر غــــار ومـن يرد*** سواحله لم يلـــق غير جـــــداول

وهبكم رويتم علــــــمه عــن رواته *** وليس عوالــــــي صحبه بنوازل

فقد فاتكم نور الهــدى بوفـاتــــــــه *** وعز التقي منه ونجح الوسائـــل

خلت سنـــــة المختار من ذب ناصر *** فأقرب ما نخشاه بدعـــة خـــاذل

نحا للإمــــام الشـــــــافعي مقــــالة *** فأصبح شافي عي كــــــل مجادل

وسد من التجسيم بــــــــاب ضلالة  *** ورد من التشبيه شبهة بــــــاطل

 

 

 

- المراجع والمصادر:

 

  • سير أعلام النبلاء
  • البداية والنهاية
  • طبقات الشافعية
  • طبقات الحفاظ
  • تذكرة الحفاظ
  • تهذيب الكمال
  • المنتظم
  • مرآة الزمان
  • وفيات الأعيان
  • شذرات الذهب
  • من أعلام السلف

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات