الحذر من الأبواق الشريرة

إبراهيم بن سلطان العريفان
1440/02/17 - 2018/10/26 06:03AM

الحَمْدُ للهِ الكَرِيمِ المَنَّانِ، الذِي مَنَّ عَلَينَا بِنِعْمَةِ الإِيمَانِ، وَالأَمْنِ فِي الأَوطَانِ، وَالعَافِيَةِ فِي الأَبْدَانِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ بِمَا هُوَ لَهُ أَهلٌ مِنَ الحَمْدِ وَأُثْنِي عَلَيْهِ، وَأُومِنُ بِهِ وَأَتَوكَّلُ عَلَيْهِ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَخَلِيلُهُ، سَأَلَ رَبَّهُ الأَمْنَ فِي الوَطَنِ، وَدَفْعَ الفِتَنِ وَالمِحَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، ﷺ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الأَخْيَارِ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بإِحْسَانٍ إِلَى دَارِ القَرَارِ.

إخوة الإيمان والعقيدة ... إِنَّ حُبَّ المَرْءِ لِوَطَنِهِ وَشُعَورَهُ بِالانْتِمَاءِ إِلَيْهِ أَمْرٌ فِطْرِيٌّ وَعَاطِفَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ أَصِيلَةٌ، يَشْتَرِكُ فِيهَا جَمِيعُ النَّاسِ عَلَى تَنَوُّعِ أَعْرَاقِهِمْ واختِلاَفِ مَشَارِبِهِمْ، وَالإِسلاَمُ -الذِي هُوَ دِينُ الفِطْرَةِ وَالإِنْسَانِيَّةِ- لَمْ يَقِفْ فِي وَجْهِ هَذَا المَيْلِ الطَبِيعِيِّ، بَلْ أَقرَّ ذَلِكَ وَعَزَّزَهُ، وَجَعَلَ مِنْهُ سَبِيلاً لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ وَالفِعْـلِ الخَيِّرِ، كَيْفَ لاَ؟ وَقَدْ عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ حُبَّهُ لِوَطَنِهِ فِي مَوقِفٍ بَالِغِ التَّأْثِيرِ وَالرَّوعَةِ، عِنْدَمَا وَقَفَ لَيْـلَةَ الهِجْرَةِ عَلَى مَشَارِفِ مَكَّةَ المُكَرَّمَةِ، والتَفَتَ تِلْقَاءَهَا لِيَبُثَّهَا كَلِمَاتِ الوَدَاعِ الحَارَّةِ قَائلاً ( مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ  وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ ، وَلَوْلاَ أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُـونِي مِنْكِ  مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ ) لَقَدْ كَانَتْ تِلْكَ الكَلِمَاتُ الرَّقِيقَةُ تَعْبِيرًا صَادِقًا عَنْ حُبِّهِ لِوَطَنِهِ الذِي نَشَأَ فِيهِ، وَتَرَعْرَعَ فِي أَكْنَافِهِ، وَتَنَعَّمَ مِنْ خَيْرَاتِهِ، وَأَمْضَى فِيهِ سَنَواتِ شَبَابِهِ وَكُهُولَتِهِ، وَفِي مَوقِفٍ آخَرَ لَهُ ﷺ نَرَاهُ عَائدًا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، حتَّى إِذَا شَارَفَ المَدِينَةَ المُنَوَّرَةَ أَسْرَعَ فِي سَيْرِهِ وتَهَلَّلَ وَجْهُهُ بِالبِشْرِ قَائلاً ( هَذِهِ طَابَةُ، وَهَذَا أُحُدٌ، جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ ) إِنَّهَا كَلِمَاتٌ تُعَبِّرُ عَنْ حُبِّهِ وَوَفَائهِ لتِلْكَ الأَرْضِ الطَّيِّبَةِ التِي هَاجَرَ إِلَيْهَا، فَوَجَدَ فِيهَا أَهْلاً وَأَصْحَابًا، وَبَشَاشَةً وَتَرْحَابًا، فَبَادَلَهَا حُبًّا بِحُبٍّ، وَوَفَاءً بِوَفَاءٍ، وَفِي القُرآنِ الكَرِيمِ نَجِدُ ثَنَاءً عَطِرًا عَلَى المُهَاجِرِينَ الذِينَ تَحَمَّلُوا أَشَدَّ المُعَانَاةِ فِي مُفَارَقَةِ أَوطَانِهِمْ وَدِيَارِهِمْ وَقَاسَوا مَرَارَةَ الغُرْبَةِ، قَالَ تَعَالَى ( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) ثُمَّ أَثْنَى تَعَالَى عَلَى الأَنْصَارِ الذِينَ نَصَرُوا وَآوَوُا المُهَاجِرِينَ فِي أَرْضِهِمْ وَدِيَارِهِمْ فَقَالَ ( وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ).

أَيُّهَا المُؤمِنُونَ ... هَكَذَا رَأَيْـنَا كَيْفَ رَاعَى دِينُنا هَذَا الشُّعُورَ وَهَذِهِ العَاطِفَةَ الإِنْسَانِيَّةَ مِنْ تَعلُّقِ المَرْءِ بِوَطَنِهِ وَحُبِّهِ لَهُ، وَلَكِنْ لاَ بُدَّ مِنَ التَّنبُّهِ أَنَّ الانْتِمَاءَ إِلَى الوَطَنِ لَيْسَ مُجَرَّدَ عَاطِفَةٍ غَامِرَةٍ أَو مَشَاعِرَ جَيَّاشَةٍ فَحَسْبُ، بَلْ هُوَ مَعَ ذَلِكَ إِحْسَاسٌ بِالمَسؤولِيَّةِ وَقِيَامٌ بِالوَاجِبَاتِ، المُوَاطَنَةُ -أَيُّهَا الإِخْوَةُ- شَرَاكَةٌ بَيْنَ أَبْنَاءِ الوَطَنِ، شَرَاكَةٌ فِي الحَيَاةِ وَالمَصِيرِ وَالتَّحَدِّيَاتِ، شَرَاكَةٌ فِي المُكْتَسَبَاتِ وَالمُنْجَزَاتِ، وَشَرَاكَةٌ فِي الحُقُوقِ وَالوَاجِبَاتِ، وَمَثَلُنا فِي هَذَا الوَطَنِ كَمَثَلِ الجَسَدِ الوَاحِدِ إِذَا اشتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى.

أيها المسلمون ... عَلَّمَنَا سَيِّدُ البَشَرِيَّةِ مُحَمَّدٌ ﷺ - عِنْدَمَا قَدِمَ المَدِينَةَ المُنَوَّرَةَ مُهَاجِرًا، وَأَسَّسَ فيهَا الدَّولَةَ الفَتِيَّةَ- أَنْ يَكُونَ جَمِيعُ أَبْنَاءِ تِلْكَ الدَّولَةِ يَدًا وَاحِدَةً عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يَدْفَعُونَ التَّهْدِيدَ وَالعُدْوَانَ عَنْ أَرْضِهِمْ، وَيتَعَاوَنُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ لِتَحقِيقِ مَصَالِحِهِمْ، وَحِفْظِ دِمَاءِ الجَمِيعِ وَحُقُوقِهِمْ وكَرَامَتِهِمْ، وَبِهَذَا يَغْدُو الوَطَنُ حِصْنًا يَحْمِي أَبْنَاءَهُ، وَتَغْدُو المُوَاطَنَةُ حَصَانَةً لِلْجَمِيعِ، وَلَوْ نَظَرنَا فِي تَأْرِيخِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ لَوَجَدْنَا الأَمثِلَةَ الصَّادِقَةَ عَلَى تَحَقُّقِ مَعنَى المُسَاوَاةِ فِي المُوَاطَنَةِ بَيْنَ جَمِيعِ أَبْنَاءِ الدَّولَةِ، فَهَذَا عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَستَدْعِي أَحَدَ وُلاَتِهِ إِلَى المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ لإِقَامَةِ العَدْلِ فِي مَظْلَمَةٍ نَالَتْ مُواطِنًا غَيْرَ مُسلِمٍ، ظَلَمَهُ بِهَا ابنُ الوَالِي نَفْسُهُ، فَاقْتَصَّ عُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- مِنَ الفَاعِلِ دُونَ مُحَابَاةٍ أَو مُفَاضَلَةٍ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ. هَذِهِ المُسَاوَاةُ فِي الحُقُوقِ وَالوَاجِبَاتِ بَيْنَ أَبْنَاءِ الوَطَنِ الوَاحِدِ مَطْلَبٌ إِسلاَمِيٌّ سَامٍ، لأَنَّهُ بِتِلْكَ المُسَاوَاةِ يَقْوَى الوَطَنُ، وَيتَمَاسَكُ المُجتَمَعُ، وتُصَانُ كَرَامَةُ الفَرْدُ، وَلِهَذَا نَجِدُ النَّبِيَّ ﷺ يُثْنِي عَلَى حِلْفِ الفضُولِ الذِي تَعَاقَدَ عَلَيْهِ أَهلُ مَكَّةَ لِنُصْرَةِ المَظْلُومِ وَالمُستَضْعَفِ مَعَ أَنَّهُ أُقِيمَ فِي أَيَّامِ الجَاهِليَّةِ، قَالَ ﷺ ( شَهِدْتُ حِلْفًا فِي الْجَاهِلِيَّة مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ، لَوْ دُعِيتُ إِلَى مِثْلِهِ فِي الإِسْلامِ لأَجَبْـتُ ).

أسأل الله بأسماء الحسنى وصفاته، أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ، وَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.

معاشر المؤمنين ... إِنَّ هَذَا الوَطَنَ الذِي نَعِمْنَا بِالأَمْنِ وَالطُّمَأنِينَةِ فِي أَكْنَافِهِ، وَعِشْنَا عَلَى خَيْرَاتِهِ وَثَمَراتِهِ، لَيَحْـتِمُ عَلَى كُلِّ فَرْدٍ مِنَّا أَنْ يَنْهَضَ بِوَاجِبَاتِهِ تِجَاهَ وَطَنِهِ، فَالمُوَاطَنَةُ أَخْذٌ وَعَطَاءٌ، أَخْذٌ لِلْحُقُوقِ وَأَدَاءٌ لِلْوَاجِبَاتِ، تِلْكُمُ الوَاجِبَاتُ لَو شِئْنَا أَنْ نَخْتَصِرَهَا لَكَانَتْ فِي أَمْرَيْنِ اثْنَيْنِ هُمَا الأَمْنُ وَالبِنَاء.

وَإِنَّنَا فِي مَمْلَكَتِنَا الحَبِيبَةِ لَنَرَى أَنَّهَا تَسْعَى لِتَمْسُّكَ بِالشَّرِيعَةِ وَالمُضِيَّ عَلَى مَنْهَجِ سَنَةِ النَّبِيِّ ﷺ مِنْ إِقَامَةِ العَدْلِ وَالتَّنْمِيَةِ وَالسَّعْيِ فِي أُمُورِ الخَيْرِ لِلمُسْلِمِينَ. وَهَذَا الأَمْرُ الَّذِي أَزْعَجَ أَعْدَاءَ الدِّينِ وَكَارِهِي الخَيْرَ، فَأَرْدَوْا أَنْ يَجْعَلُوا بَلَدِنَا أُلْعُوبَةً وَأُضْحُوكَةً، وَذَلِكَ بِنَشْرِ الفِتَنِ وَتَأْلِيبِ الرَّأيِ وَمُحَاوَلَةِ نَشْرِ الأَفْكَارِ الهَدَّامَةَ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَخْفَى عَلَى عَاقِلٍ.

إِنَّ أَمْنَكُمْ يُزْعِجُ أَعْدَائِكُمْ، إِنَّ وَحْدَتَكُمْ تُزْعِجُهُمْ، ِنَّ اقْتِصَادَكُمْ يُزْعِجُهُمْ. إِنَّ تَدَيُّنَكُمْ يُزْعِجُهُمْ، إِنَّ قُوَّتَكُمْ تُزْعِجُهُمْ، يُرِيدُونَ مِنْ حَمَلَاتِهِمْ الإِعْلَامِيَّةِ إِفْسَادِ كُلٌّ ذَلِكَ عَلَيْكُمْ. وَيُنْفِقُونَ الأَمْوَالَ مِنْ أَجْلِ زَعْزَعَةِ وَحْدَةِ السَّعُودِيَّةِ وَاِسْتِقْرَارَ بِلَادِ الحَرَمَيْنِ. وَلَكِنَّ سَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهُمْ حَسْرَةً ثُمَّ يَغْلِبُونَ.

فَإِنَّ الْوَاجِبَ عَلَيْنَا فِي مِثْلِ هَذِهِ الظُّرُوفِ أَنْ نَقِفَ صَفًّا مَعَ وُلاةِ أَمْرِنَا وَمَعَ عُلَمَائِنَا, وَأَنْ نَحْذَرَ الإِعْلَامَ الْمُغْرِضَ, وَنَكُونَ وَاعِينَ وَمُدْرِكِينَ لِمَا يُرَادُ لِبَلَادِنَا, وَأَنْ لا نَكُونَ أَبْوَاقًا تُرَدِّدُ مَا يَقُولُهُ الْمُغْرِضُونَ, وَلا نَبْتَلِعَ السُّمُومَ التِي يُلْقِيهَا الْحَاقِدُونَ, وَأَنْ نَتَوَجَّهَ إِلَى رَبِّنَا بِالدُّعَاءِ أَنْ يَحْفَظَ دِينَنَا وَأَنْ يُتَمَّ أَمْنَنَا وَأَنْ يُصْلِحَ وُلاةَ أَمْرِنَا.

فَنَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَحْفَظَ لَنَا نِعْمَتَهُ وَأَنْ يَزِيدَ حُكَّامَنَا تَمَسُّكَاً بِطَاعَتِهِ وَأَنْ يَنْصُرَهُمْ بِالإسْلامِ وَأَنْ يَنْصُرَ الإسْلامَ بِهِمْ وَأَنْ يُعِينَهُمْ عَلَى إِصْلاحِ شَعْبِهِمْ وَأَنْ يُصْلِحَ بِطَانَتَهْمْ وَأَعْوَانَهَمْ ! كَمَا نَسْأَلُهُ بِمَنَّهِ وَكَرَمِهِ أَنْ يُسَدِّدَ خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الْمَلِكَ سَلْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِلصَّوَابِ وَالرَّشَادِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَيُبَارِكَ فِي جُهُودِهِ وَمَسَاعِيهِ , كَمَا نَسْأَلُهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يُوَفِّقَ وَلِيَّ عَهْدِهِ الأَمِيرَ مُحَمَّدَ بْنَ سَلْمَانَ لِمَّا يُحِبِّهُ وَيَرْضَاهُ وَأَنْ يُعِينَهُ عَلَى الأَمَانَةِ التِي تَحَمَّلَهَا, وَأَنْ يُصْلِحَ وُزَرَاءَهُمْ وَأَعْوَانَهُمْ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ! اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا يَا رَبَّنَا وَلَوالِدِينَا وَأَصْلَحِ لَنَّا ذَرَّيَاتِنَا وَأَهَالِينَا, وَأَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا ! رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.

اَللَّهُمَّ اِسْقِنَا الغيث وَلَا تَجْعَلُنَا مِنْ القَانِطِينَ, اَللَّهُمَّ اِسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثَا مَرِيئًا مُرِيعًا طِبْقًا غدقًا نَافِعًا غَيْرُ ضَارِّ رَائِبًا غَيْرَ عَلَى أَجَمٍ تُدِرُّ بِهِ الضرع وَتُنْبِتُ بِهِ الزَّرْعَ وَتُحَيِّي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا.. اَللَّهُمَّ إِنْ بِالعُبَّادِ وَالبِلَادِ وَالبَهَائِمِ مِنْ الأَهْوَاءِ وَالجَهْلِ وَالضَّنَكُ مَا لَا نَشْكُوهُ إِلَّا إِلَيْكَ فَأَدِرَّ لِنَّا الضرع وَأَنْبَتَ لِنَّا الزَّرْعُ وَاِسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ وَاُخْرُجْ لِنَّا مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ.. اَللَّهُمَّ إنا نَسْتَغْفِرُكَ اِسْتِغْفَارًا فَأَرْسَلَ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مدرارًا (ثَلَاثَ مَرَّاتٍ), اَللَّهُمَّ جَلَلْنَا سَحَابًا كَثِيفًا قصيفًا ذلوقًا ضَحُوكًا تُمْطِرُنَا بِهِ رَذَاذًا قطقطًا سَجْلًا يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ.. اَللَّهُمَّ أَغِثْ عُبَّادَكَ وَاِسْقِ بَهَائِمَكِ وَاحِيَيْ بَلَدُكَ المَيِّتُ, يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ, يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ.. اَللَّهُمَّ اُنْشُرْ فِينَّا رَحْمَتَكِ, وَأُسْبِغُ عَلَيْنَا نِعْمَتَكِ, وُوفِقْنَا لِشَكَرَهَا وَلَّا تَجْعَلُنَا مِنْ الكَافِرِينَ, يَا اللهُ يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ, وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ،

وَصِّلِي اللهَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٌ وَعَلَى آلِهِ وَصَحِّيهُ أَجْمَعِينَ

 

المشاهدات 1143 | التعليقات 0