خطبة عن القضاء والقدر

عبدالله عوض الأسمري
1440/02/02 - 2018/10/11 20:58PM

الخطبة الأولى

الحمد لله عالم كل شيء كاتب كل شيء يفعل ما يشاء ويخلق ما يريد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله عليه الصلاة والسلام وبعد :ـ

فها نحن اليوم نتحدث عن الإيمان بالقضاء والقدر .

من آمن بالقضاء والقدر فهو سعيد وراضي في حياته لأنه يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه فالمؤمن راضي بقضاء الله وقدره فهو مستسلم لله في صحته ورزقه ومرضه وأهل بيته وكل شيء في حياته خيراً أو شراً ويعلم أنها مقدرة عليه فيرضى بما قدر له فهو في  سعادة ورضى وله في الآخرة من الله عز وجل الأجر فمن رضى فله الرضى ومن سخط فعليه السخط .

وأركان القضاء والقدر أو مراتبه هي :

1- العلم                2- والكتابة            3- والمشيئة           4– والخلق

فمن أقر بها جميعاً أكتمل إيمانه ونتحدث عنها باختصار :

1- فالعلم هو الإيمان بأن الله يعلم كل شيء جملة وتفصيلاً فعلمه سبحانه وتعالى محيط بما كان وما سيكون وما هو كائن وقد علم جميع خلقه قبل أن يخلقهم وعلم أرزاقهم وأمالهم وأقوالهم وأعمالهم وحركاتهم وسكناتهم وكل شيء في هذا الكون .

قال سبحانه تعالى :

" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَليمٌ " [ المجادلة ]

وعند البخاري ومسلم عن علي رضي الله عنه قال كانت  جنازه في بقيع الغرق فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلـم وقعدنا حوله ثم قال " ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده في الجنة. فقالوا : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا ؟ فقال : أعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما من كان من أهل السعادة فسيصير لعمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاء فسيصير لعمل أهل الشقاء ... " او كما ورد

2- أما الكتابة: الإيمان بأن الله كتب مقادير الخلائق إلى يوم القيامة في اللوح المحفوظ  قال تعالى:

" ما فرطنا في الكتاب من شيء " أي كتبها في اللوح المحفوظ .

في الحديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال :قال: صلى الله عليه وسلـم " إن الله كتب  مقادير الخليقة قبل أن يخلق السموات الأرض بخمسين ألف سنة . [ رواه مسلم ] .

3- المشيئة : وهي الإيمان بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وأنه لا حركة ولا سكون ولا هداية ولا إضلال إلا بمشيئة الله قال تعالى :

" وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رب العالمين   " وإرادة الله هي مرادفة لمشيئتة وهي إرادة شرعية يحبها الله وإرادة كونية قد يحبها الله وقد لا يحبها " .

4- الخلق هي الإيمان بأن الله خلق كل المخلوقات بذواتها وصفاتها وحركاتها وأفعالها .

قال تعالى " الله خالق كل شيء " الله خلقكم وما تعملون " (الصافات 96) .

إذاً لابد من الإيمان بهذه المراتب الأربعة مرتبة أولها علم الله  بكل شيء ثم كتابته للمقادير ثم مشيئته وإرادته ثم خلقه لهذه المخلوقات جميعاً فمن آمن بهذه الأربع فقد أكتمل عنده الإيمان بالقضاء والقدر .

والقضاء والقدر هو سر الله عز وجل والأصل أن المؤمن يؤمن بقضاء الله وقدر خيره وشره ولا يخوض فيه  فيرزق من يشاء ويمنع من يشاء ويمرض من يشاء ويبتلي من يشاء ويعطي المال من يشاء ويمنع من يشاء ، فله الأمر من قبل ومن بعد والمؤمن راضي وله الرضى والكافر والمنافق ساخط على البلاء " فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ "[ التوبة ] .

نسأل  الله بأسماءه الحسنى وصفاته العلى ان يجعلنا من المؤمنبن بقضاء الله وقدره الراضين بقضاءه وقدره انه ولي ذلك والقادر عليه  اقول ماسمعتم واستغفروا الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم 


 

الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ... وبعد :ـ

إذا القضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان الستة ولا يتم إيمان العبد حتى يؤمن بالقضاء والقدر أي التصديق الجازم بأن كل ما يقع من الخير اوالشر فهو بقضاء الله وقدره وإن جميع ما يجري في الآفاق والأنفس من خيرا أو شر فهو مقدر من الله سبحانه وتعالى ومكتوب قبل خلق الخليقة وكل شيء بإرادته سبحانه وتعالى ومشيئته .

قال تعالى : " مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ . لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ". وقال تعالى  " إنا كل شيء خلقناه بقدر " .

النعم والابتلاءات بقضاء الله وقدره فمن أعطي من نعمة المال أو الصحة أو الأولاد فهي بقضاء وقدر ومن أعطي من فقر أو مرض أو غيرها من شرور فهي بقضاء وقدر وهي في نفس الوقت اختبار لك هل تشكر الله على النعم وهل تصبر على المرض أو الفقر او غير ذلك من الابتلاءات.

نسأل الله أن يجعلنا من المؤمنين بالقضاء والقدر خيره أو شره .

  ثم صلوا على الرسول عليه الصلاة والسلام  محمد فقد امركم الله بذلك فقال سبحانه (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)

 اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك  اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته  اللهم وفق ولي امرنا لما يرضيك اللهم ارزقه البطانه الصالحه وابعد عنه بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم

 

 

.

 

 

 

المرفقات

320890

320890

المشاهدات 1767 | التعليقات 0