التنبيهاتْ - عنْ تَتَبُعِ العَثَراتْ

خالد علي أبا الخيل
1439/10/20 - 2018/07/04 08:33AM

التنبيهاتْ - عنْ تَتَبُعِ العَثَراتْ

التاريخ: الجمعة:15 –شوال-1439 هـ

الحمد لله، الحمد لله مُقيل العثرات، وغافر الزلات، ومُجيب الدعوات، وأشهد أن لا إله إلا الله أمر بالعفو عن الزلات والعثرات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أعظم من عفا وصفح عن العثرات صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه المتغاضين عن الهفوات.

 أما بعد...

فاتقوا الله عباد الله تفوزوا بالجنة، فهي الوقاية من النار الموصلة لدار الأبرار.

أيها المسلمون: ما هناك جوادٌ إلا له كبوة، ولا قدمٌ إلا وله عثرة، ولا كلمةٌ إلا ولها زلة، المرء لا بُد له من الخطأ، فقد قال الرسول المرتضـى: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُم) (كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) فالكمال عزيز وليس هناك أحدٌ إلا وقد صدرت منه زلة ووقع في هفوة.

واعْلَمْ بأنّـكَ إن أردت

 

مُبرأً رُمتَ الشّطَـطْ

منْ ذا الذي مـا سـاء قـطُّ

 

منْ ذا الذي لهُ الحُسْنى فقـطْ

والمرء عيوبه كثيرة، لكن الله سترها، ومن تتبع العثرات وقع في الزلات، والجزاء من جنس العمل، والموفَّق من ذكر الخيرات، وتغاضى وعفا عن العثرات، وابتعد عن تتبع العورات.

لا تلتمس من عيوب الناس ما ستروا

 

فيهتك الله سترًا عن مساويك

واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا

 

ولا تعب أحدًا منهم بما فيك

أيها المسلمون: الأخ والصديق، والزوج والقريب، والولد والوالد الحبيب لا يخلو من عثرة، ولكل جوادٍ كبوة، وحق الأخ على أخيه العفو عن هفوته، والكف عن عثرته، والتجاوز عن زلته، والتغاضي عن فعلته.

والعثرة الواقعة لا تخلو إلا أن تكون في الدين في ارتكاب المعصية أو في الدنيا بتقصيره في حق غيره، والمؤمن يستر وينصح، والمنافق يُعلن ويفضح.

قال عبد الله ابن المبارك –رحمه الله-: المؤمن يطلب المعاذير، والمنافق يطلب العثرات، فاحذر أخي المسلم تتبع العثرات لاسيما في مواقع التواصلات، ورسائل الجوالات، فتقع عينك وتسمع أذنك إلى ما يشغل ذهنك ويُشتت شملك، ويُفرِّق أُسرتك ويقلق بالك، فما في الناس فهو فيك، فالمرء ليس سليمًا مُنزَّهًا أو معصومًا مُبرأً.

إن شُئْتَ أن تحيا سليمًا مِنَ الأذى

 

ودِينُكَ موفورٌ وعِرْضُكَ صَـيِّنُ

فَلا يَنْطِقَنَّ مِنْـكَ اللسـانَ بِسَوْأَةٍ

 

فللناس سَوْءَاتٌ وَلِلنَّـاسِ أَلْسُنُ

فَعَيْنكَ إنْ أَبْـدَت إِليْكَ مساوئًا لقومٍ

 

فَقُلْ يـا عَينُ لِلناسِ أَعيُنُ

فعاشر بإنصافٍ وكن متوددًا ولا تُلقى إلا بالتي هي أحسن.

هذا واعلم غضب الله لي ولك، أنه كما تدين تُدان، والجزاء من جنس العمل، وعاقبة اتباع العثرات، وطلب الزلات والبحث عن السقطات له عواقب سيئة، وآثارٌ وخيمة في الدنيا والآخرة، فمنها أن الجزاء من جنس العمل، فمن تتبع عورة أخيه وبحث عن عثرة أخيه عُوقِب بمن يتتبع عورته وعثرته، فمن تغاضى عن الناس غفل الناس عنه ومن لا فلا.

قال ابن القيم –رحمه الله-: الجزاء مماثلٌ للعمل من جنسه في الخير والشر.

وكذا من عقوبة ذلك أن يُبتلى في نفسه أو ولده أو ماله أو زوجه فالبلاء موكَّلٌ بالمنطق.

فاحذر لِـسَـانَـكَ أن تَـقُـولُ فَـتُـبْـتَـلَـى

 

إِنَّ الْــبَــلاَءَ مُـوَكَّــلٌ بالْـمَـنـْطِــقِ

وتتبع العثرات يهدم صحة الإنسان وعافيته ويُورِث فيه همَّه وغمه وحسـرته.

ومن ذلك فساد المجتمعات، والفتوى بين الرعية والحكومات، والأزواج والزوجات، فكم فرَّق المُتتبع لعورات الناس بين الآباء والأمهات، والأزواج والزوجات، والأبناء والبنات، والجيران والقرابات، والأصدقاء والمودات.

ومنها: أن الله يتتبع عثرته وعورته، فيفضحه ولو كان في قعر بيته (جَزَاءً وِفَاقًا) (النبأ:26) ومن هتك ستر الله عليه هتك الله ستره.

قال عبيد الله الجِيْلِي –رحمه الله-: من رأيته يطلب العثرات على الناس فاعلم أنه معيوب، ومن ذكر عورات المؤمنين، فقد هتك ستر الله المرخى على عباده، وشر الناس من تتبع عثرات الناس.

وتتبع العثرات يزرع الخلافات، والشقاق والنزاعات، تتبع العثرات يُنسـي العبد نفسه ومصالحها، والعمل الصالح وزكاتها فكأنه موكَّلٌ بخلق الله ووصيٌّ على عباد الله.

وحقيقة الأخوة ما دعت إليه الشريعة الإسلامية غض الطرف، وحفظ أعراض الناس، والعفو والصفح.

أُحِبُّ مِنَ الإخْوانِ كُلَّ مُوَاتي

 

وَكلَّ غَضِيض الطَّرْفِ عَن عَثَرَاتي

يُوَافِقُنِي في كُلِّ أَمْرٍ أُرِيدُهُ

 

ويحفظني حياً وبعدَ مماتي

فَمِنْ لِي بِهذَا؟ لَيْتَني قد عرفته

 

لَقَاسَمْتُهُ مَالِي ومِنَ حسناتي

ومتتبع العثرات كما قال الطرطوشي –رحمه الله-: وإذا رأيت رجلًا يطلب عثرات الناس وسقطاتهم، فمثله في الآدميين كمثل الذباب في عالم الطير، فإن الذباب يقع على الجسد فيتحامى صحيحه ويطلب المواضع النغلة منه ذوات الدم والنجاسة.

ومن علامات حُسن الخلق: التغاضي عن الخلق، واحذر الفرح بالعثرة، والمسـرة بالعورة، فإن هذا من ضعف الإيمان ونقصه، فبعض الناس أسعد ما يكون عندما يسمع بعثرة أخيه فيطير بها فرحًا، ويُغرِّد بها، ويُرسل في التواصلات الاجتماعية فيفرحوا بالمصائب، ويأنسوا بالمعايب، فأين هذا من قول المصطفى: (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ).

والبعض يُسارق النظر يترصد صديقه أو زوجته أو ابنه جواله ورسائله، أو الزوجة زوجها وولدها وبنتها فيسارقهم النظر إلى الجوالات ورسائل الواتس وتتبع العثرات، فينظر إليهم نظرة، ثم يجعل من الحبة قُبة، ويبني على ما نظر وسمع لبنة.

وجانب الأسرة حماه الشـرع وأغلق أمره؛ لأنه أكبر بوابة للخلاف والفرقة، فجاء في مسلم نهى رسول الله –صلى الله عليه وسلم– أن يترك الرجل أهله ليلًا يتخولهم أو يلتمس عثراتهم، بل جاء عند الطبراني نهى أن يتطلب عثرات النساء، كل ذلك حفاظًا على الأسرة من النزاع والفرقة؛ حتى لا يقع بصـره على ما لا يرضيه ويسـيء الظن ويحصل الخلاف، فيبتعد عن وقت غفلتهم وغِرتهم.

واليوم -عباد الله- يدخل في ذلك تتبع العثرات عبر الجوالات، فيتطلع إلى المكالمات، وينظر إلى المحادثات، ويترصد وسائل الواتس والتغريدات، والعافية كلها في التغاضي عن العثرة، ولا يسلم للإنسان إنسان إلا بالتغاضي.

ومن لا يُغَمِّضْ عَينَهُ عن صَديقِهِ

 

وَعَنْ بَعْضِ ما فيه يَمُتْ وَهُوَ عَاتِبُ

ومن يَتَتَبَّعْ جاهِدًا كلَّ عَثْرَة

 

يجدْها ولا يسْلَمْ له الدَّهْرَ صاحِبُ

فكم عثرة وقعت عليها نظرة فأفسدت أُسرة، ووقع طلاقٌ وفُرقة، وتشتت أمة، وأحرص ما يكون عليه الشيطان تتبع العثرات؛ لأنها أمنيته وقوع الخلافات، فهو يأنس بالتحريش ويفرح بالافتراق.

أيها المسلم: حذاري ثم حذاري من تتبع سقطات الكلام، والتروي من عثرات الآلام، فهل ترضى أن يُتابعك أحدٍ في أمورك وتقلباتك أو يتابعك في رسائلك وتغريداتك؟ أترضى أن يطَّلع الناس على عورتك، ويبحثوا عن زلتك، فإذا كنت لا ترضى فالناس لا يرضون.

قال المحاسبي –رحمه الله-: إذا رأيت عيبًا أو زلةً أو عثرةً من غيرك فاجعل نفسك مكانه، بل جاء في صحيح مسلم: (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُحِبُّ أن َيَأْتِي للنَّاسِ مَا يُؤْتَى إِلَيْهِ).

ومتتبع العثرات فيه نوعٌ من الحسد، وبئس الشعار للمرء الحسد يُورث الكمد، ويجلب الحزن والحقد، فالحاسد إذا رأى بأخيه نعمة بهت، وإن رأى عثرة شمت، إن بعض الناس كالذباب لا يقعوا إلا على الداء، ولا يبصـروا إلا الخُبث والخنى، يتجاهل الحسنات، ويتغافل عن المحاسن والخيرات، فإذا سمع كلمة طار بها، وإن بلغه عن أخيه زلة نشـرهـا فلا يهنأ باله حتى يُخرج ما في قلبه، فإلى إخوانه وزملائه ورسائله.

وآخرون يبحثون عن ملفاتٍ سوداء، وآخرون يبحثون عن ملفاتٍ سابقة، وأيامٍ ماضية، وأعوامٍ غابرة، ومن الأزواج أو الزوجات من يلجأ إلى سابق الأيام، وسقطات الكلام، فيقول لها: أتذكرين يوم كذا وكذا؟ أو قلتِ كذا وكذا، أو يوم كذا قلتِ وفعلتِ كذا، وكذا هي أتذكر؟ أتعلم؟ أنسيت؟ فتزاد الفرقة وتشتعل الحُرقة، وتتفكك الأسرة، كل ذلك بأسباب تتبع العثرة.

وتتبع العثرات نوعٌ من التجسس والتحسس، وربنا يقول: (وَلا تَجَسَّسُوا) (الحجرات:12).

 لا تلتمس من مساوئ الناس ما ستروا

 

فيكشف الله سترًا عن مساويك

 كم أيها -الإخوة- ممن فرح بالعثرة، فذهبت الأيام وسقط في الهفوة، كم –أيها الإخوة- ممن فرح بالعثرة، فذهبت الأيام وسقط في الهفوة، فالأيام دول، وكم سقط الآخر لما عثر بالأول.

 لا تفرحنَّ بسقطـاتِ الرجـالِ ولا

 

تهزأ بغيركَ واحذرْ صَـولةَ الـدُّولِ

لا تفرح بأخطاء الناس وزلاتهم، وتتبع عثراتهم، والمسـرة باختلافهم فإن هذا علامة الحرمان، والمكر الطغيان.

قال بعض السلف: إذا رأيت الرجل يشتغل بعيوب غيره ويترك عيوب نفسه فاعلم أنه قد مُكِر به، وبئست هذه الخصلة المرذولة، والصفة المخذولة، والسمة المذمومة، فلا يشتغل بها إلا محرومٌ ناقص العقل والديانة، ومتكبرٌ باء بالخسـران والندامة، فغمط الناس وازدراؤهم، واحتقارهم، والسخرية بهم، وذمُّهم سببٌ موجبٌ لدخول النار، لونٌ من الكِبر والأوزار.

ما أقبح الإنسان! ينسى نفسه ويستر عيبه، ويُخفى عثرته، هلا حاسب نفسه، وعرف قدر نفسه؟

 متى تلتمس للناس عيبًا تـجد لهـم

 

عيوبًـا ولـكـنَّ الـذي فـيك أكـثـر

فسالـمهـمُ بـالـكفِّ عـنـهـم فـإنـهـم

 

بعيبك من عينيك أهدى وأبصـر

قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي نعمه على عباده تترى وآلاؤه عليهم لا تُحصـى، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله المصطفى، وبعد...

عباد الله: فبعض الناس ينسى عيوب نفسه، وينظر إلى الناس بمنظاره الدقيق، وتدقيقه كالدقيق يُحصـي عليهم حتى الذرة ويجعل الحبة قبة، وفي الحديث المخرَّج عند البخاري في الأدب المفرد موقوفًا ومرفوعًا، والموقوف أصح: (يُبْصِـرُ أحَدُكُمُ الْقَذَاةَ في عَيْنِ أخِيهِ، وَيَنْسَى الْجِذْعَ فِي عَيْن نفسه).

وبعضٌ من الناس يُزين له الشيطان، فيتتبع العثرات، بحجة النُّصح وإصلاح الملحوظات، وإنكار المنكرات.

أيها الإخوة في الله: كان السلف يُعرِضون أشد الإعراض عن الناس وتتبع عيوبهم وسقطاتهم وعثراتهم؛ حفاظًا على حسناتهم، وصيانةً لإخوانهم.

قال بعضهم: أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة، ولكن في الكف عن أعراض الناس.

ويقول إبراهيم النخعي –رحمه الله-: إني لأرى الشيء أكرهه، فما يمنعني أن أتكلم فيه إلا مخافة أن اُبتلى بمثله، ولما قيل للربيع بن خزيمٍ –رحمه الله- ما نراك تتكلم في أحد؟ فقال: لست عن نفسي راضيًّا حتى أتفرغ لذم الناس، وقال مستشهدًـا:

 لنفسـي أبكي لست أبكي لغيرها

 

لنفـسـي من نفسـي عن الناس شاغل

وتتبع العثرات والعورات ناتجٌ عن الغفلة وكثرة السيئات، قال عون بن عبد الله –رحمه الله-: إني لا أحسب الرجل ينظر في عيوب الناس إلا من غفلةٍ غفلها عن نفسه.

وقال محمد بن سيرين –رحمه الله-: كنا نتحدث أن أكثر الناس خطايا أفرغهم لذكر خطايا الناس.

أيها المسلمون الموحدون: الاشتغال بعيوب الناس وعثراتهم مرضٌ عُضال، وداءٌ فتاك يدخل تحته ألوانٌ من الذنوب العظام: كالغيبة والنميمة، والكذب والسخرية، والكِبر والحسد، والبغضاء والشحناء والحقد، والفرقة والاختلاف، والشقاق والنزاع والإجحاف.

وكم ممن ستر الله عليه، وأخفى الله سره، فعاب الناس، وتتبع عثراتهم، فظهر ما أخفاه، وانتـشر ما كان يسره وينساه، فخسر دينه ودنياه، والعكس بالعكس.

قال الإمام مالكٌ –رحمه الله-: أدركنا أقوامًا لم تكن لهم عورات، فذكروا عيوب الناس، فذكر الناس لهم عيوبًا، وأدركنا أقوامًا كانت لهم عيوب فكفوا عن عيوب الناس فنُسيت عيوبهم.

وأنت ترى هذا على أرض الواقع من اشتغل بالناس اشتغل الناس به، ومن كف عن الناس كف الناس عنه، فصُن عِرضك، وكُف لسانك عن إخوانك.

وخلاصة المقال، وخاتمة الكلام ما قاله الهمام الإمام ابن حبان –رحمه الله-: لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه، فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه ولم يُتعب قلبه، وإن اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه وتعب بدنه، وتعذر عليه ترك عيوب نفسه، وإن من أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم، وأعجز منه من عابهم بما فيه، ومن عاب الناس عابوه. انتهى.

 قَبِيْحٌ مِنَ الإِنْسَانِ أَنْ يَنْسَى عُيْوبَهُ

 

وَيَذْكُرُ عَيْباً في أخيه قد اخْتَفى

ولو كانَ ذا عقـلٍ لما عَابَ غَيْرَهُ

 

وفيه عيوبٌ لو رآهـا قد اكتفى

وأختم بأن من علاج تتبع العثرات: الدعاء، وسلامة الصدر للمؤمنين والمؤمنات، فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد أزره وينصح له، ويستر عيبه، ويقيل عثرته، يحزن لحزنه، ويفرح لفرحه.

جاء عن ابن عباس في قوله سبحانه: (رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) (الفتح:29) قال: يدعو صالحهم لطالحهم، وطالحهم لصالحهم.

وربنا يقول: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ) (الحشر:10).

هذا وصلوا وسلموا كما أمركم ربكم وتمموا (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (الأحزاب:56).

يا مَنْ لشـَربةِ حَوضِهِ نشتاقُ

 

وبمدحه تتعطرُ الأوراقُ

صلَّى عليكَ الله حتى تنتهي

 

أنوارُ نجمٍ في السَّمَاء بـَرَّاقُ

 

 

 

المشاهدات 3479 | التعليقات 0