المَنِيحَةْ - في لزومِ السكِينَةْ

خالد علي أبا الخيل
1439/04/21 - 2018/01/08 14:22PM

المَنِيحَةْ - في لزومِ السكِينَةْ

التاريخ: الجمعة:18 –ربيع ثاني-1439 هـ

الحمد لله، الحمد لله الذي جعل السكينة طمأنينة الصابرين، وراحة اليائسين، وفرج المتضررين، وأشهد أن لا إله إلا الله القائل: (فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) (الفتح:26) وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أنزل سكينته عليه عند تلاحم أعداء الدين، فثبته بالقوة والتمكين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين إلى يوم الدين.

 أما بعد...

فيا معشر المؤمنين اتقوا رب العالمين فتقواه نجاةٌ وسلامةٌ من فتن الدنيا والدين.

أيها المسلمون،،

 الإنسان في هذه الحياة لا يخلو من تقلباتٍ وتحولات، وهمومٍ وغموم لا بُد ينتابه ما يُشغل فكره ويُشتت ذهنه، ويُكدر صفوه مما قد يحصل له من اعتراضاتٍ وتوهماتٍ في تدبير رب الأرض والسموات، عند ذلك يحتاج المرء إلى ما يُطمئن قلبه ويشرح صدره، ويُسكن باله، ويُريح ذهنه، ويربط جأشه.

موضوعنا في خطبتنا عن تلكم الخصلة المباركة والخلة المطمئنة ما خالطت عمل إلا وأدخلت على صاحبه السرور، ولا صاحبها إنسان إلا نال مُبتغاه والحضور، إنها لزوم السكينة في الأمور الحياتية والدنيوية.

السكينة يا مؤمنون، الطمأنينة والاستقرار، والرزانة والوقار.

يُعرفها ابن القيم –رحمه الله-: بأنها الطمأنينة والوقار والسكون الذي يُنزله الله في قلب عبده عند اضطرابه من شدة المخاوف، فلا ينزعج بعد ذلك لما يرد عليه ويُوجب له زيادة الإيمان وقوة اليقين والثبات.

وللسكينة التي تنزل على قلب المؤمن ثلاث درجات:

الأولى: سكينة الخشوع.

الثانية: السكينة عند المعاملة لمحاسبة النفوس وملاطفة الخلق، ومراقبة الحق.

الثالثة: السكينة التي تُوجب الرضا بما قسَّم الله، وتمنع الشطح الفاحش.

السكينة؛ هي أعظم ما يُطمئن النفوس ويطرد الهم ومرض النفوس، ملجأ الخائفين، وأنيس المؤمنين، وسعادة الهاربين إلى رب العالمين، ونجاة المضطرين مهما تكالب عليهم أعداء الدين (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) (التوبة:25) ثم بعد ذلك (ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) (التوبة:26) فأنزل عليهم ما يُسكنهم، ويُذهب خوفهم حتى اجترئوا على قتال المشركين بعد أن ولوا.

ولما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشركين هاربًا ولجأ إلى الغار سالمًا، قال لصاحبه الأوفى أبو بكرٍ الصديق: (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا) (التوبة:40) فقواه بجندٍ من عنده وطمأن فؤاده، وفي صلح الحديبية أنزل الله على الصحابة لما استجابوا وانقادوا الوقار والسكينة، فقال سبحانه: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ) (الفتح:4) فلما اطمأنت قلوبهم وسكن جأشهم زادهم إيمانًا مع إيمانهم فقوى إيمانهم، وسكَّن قلوبهم وأظهر قوتهم.

ولما علم الله ما في قلوب أصحابه من الصدق والوفاء، والسمع والطاعة، وبايعوه تحت الشجرة أنزل السكينة عليهم فقال: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) (الفتح:18).

والسكينة هي الفارقة بين المؤمنين والكافرين، كما قال رب العالمين: (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) (الفتح:26).

السكينة تعني الثبات على المسلَّمات، وزوال الرعب وانتظار الفرج، وراحة القلب وسلامة الآخرين من الأذى، فأمام الفتن المتلاطمة والتحديات المتوالية السكينة والتعقل والتريث، والتفاؤل بالنصر والتمكين وحسن الظن برب العالمين.

الأمر بالسكينة في المواطن الصعبة والأوقات الحالكة يُعزز الثقة والرضا بالقضاء.

ومن صفات رسول الله: حينما بعثه الله كما في الكتب السابقة (إني باعِثٌ نبيًّا أُميًّا، ليسَ بفظٍ ولا غليظ، ولا صخّابٍ في الأسواق، اجعل السكينة لباسه، والبر شعاره).

في هذه الأزمان تشتد الحاجة إلى السكينة؛ لتُطمئن النفوس الحائرة، والقلوب المضطربة ما أحوجنا للسكينة في زمن الفتن والاستفزازات والإشاعات، في زمن انتشار الكذب وموارد التواصلات، في زمن إشاعة الضجر والتشتت والتندر.

ما أحوجنا للسكينة عند غلاء الأسعار، وتبلبل الأفكار، فالسكينة راحة القلب وطمأنينته، وسلامته وأمنه، فالمرء بحاجةٍ ماسة إلى سكينةٍ يُطمئن بها نفسه، ويرضى بقضاء ربه، ويصبر على ما أصابه، ويجمع فكره، ويلم شعثه، وينظم وقته، ويقتصد في عيشه.

في السكينة يُحافظ المرء على حياته ودنياه؛ ويتأنى ليُدرك مبتغاه، ولا يخرجه طوره عن رضا مولاه، فيرتكب ما يُبغضه ويأباه.

في أوقات الفتن وتلاحق المحن، واندهاش الأفكار، وغلبة الهوى على الإدكار، يجب على أهل العلم والديانة تسكين الناس ولزوم السكينة، وبث روح الفرح والسرور، وحسن الظن بالرب الغفور، والتفاؤل وصلاح الحال والمستقبل.

كان من وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حينما يُرسلهم (يَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا، سَكِّنُوا ولا تُنَفِّرُوا‏) رواه أحمد والشيخان.

‏وعِش بقلبٍ يرى مِن لُطفِ خالقــه

 

كيف الشدائد بعد الضيق تَنفرجُ

هذه الأرض رغم الدمـــع باسمــةً ‏

 

وهذه الروح رغــــم الآه تبتهجُ

 السكينة علامة اليقين والثقة برب العالمين، السكينة تُثبت المؤمنين وتُقوي الصالحين، السكينة تُسلي الخائف، وتسر الخاطر، وتزرع البسمة والتفاؤل، وتُورث الأنس، وتُروِّح عن الحزين، وتُبشر الصابرين.

صاحب السكينة ذاق طعم الإيمان؛ لأنه رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ نبيًّا صاحب السكينة لا تُزعزعه الفتن والحوادث، ولا تضجره المصائب والكوارث، بل لا تزيده محن الدنيا إلا رسوخًا وثباتًا، وقوةً ونشاطًا، وصبرًا وإيمانًا.

السكينة عند المصاعب، وتحمل الأعباء والمتاعب كان النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب ينقل التراب وقد وارى التراب بياض إبطيه وهو يقول: (والله لَوْلا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا وَلا تَصَدَّقْنَا وَلا صَلَّيْنَا فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا).

السكينة إذا حلَّت في البيوت حلَّ الأمان وبارك الله في القوت، تبقى الأسر سعيدة وأيامها حميدة، تُخرج أجيالًا صالحة ولأمتها ناصحة، وعيالًا لوالديهم بالآداب ناجحة.

السكينة إذا حلَّت في الأموال بارك الله فيها فيُصبح القليل كثيرًا، فالبركة إذا نزلت نمت وزادت، يقول ابن القيم –رحمه الله-: السكينة إذا نزلت على القلب اطمأن بها، وسكنت إليها الجوارح وخشعت واكتسبت الوقار، وأنطقت اللسان بالصواب والحكمة، وحالت بينه وبين قول الخنا، والفحش، واللغو، والهُجر وكل باطلٍ.

للسكينة للتحلي بهذه الصفة آثارٌ طيبةٌ وعواقب حميدة، فهي رداءٌ ينزل فيُثبت القلوب الطائرة، ويُهدي الانفعالات الثائرة، متى نزلت استقامت الأمور، وصلحت الأحوال، ومتى ترحلت حلَّت الزعزعة والقلق وتبلور الأمور.

وهي علامةٌ من علامات رضا الله عن العبد، ومن ثمارها محبته سبحانه لعبده حيث أنزل عليه السكينة، ومن ثَمَّ محبة الناس له.

من آثارها: أن تجعل العبد قادرٌ على تحمل المصائب والشدائد إذا نزلت، وكيف يمتص غضبه عند المواقف الصعبة، والاختلافات الأسرية.

وكما أن السكينة في الأمور الحياتية فهي كذلك في الأمور التعبدية، والعبادات الدينية؛ ليأتي بها العبد على طمأنينةٍ وسكينة، وسكونٍ وخشوع، فيُسكن فؤاده، وينشرح صدره، وتتأنى جوارحه، وتطمئن نفسه، ويؤدي عبادة ربه على ما يُرضي ربه، بخلاف ما إذا جاء بها على وجه العجلة، والطيش والسرعة، ففي الصلاة قال عليه الصلاة والسلام: (إِذَا أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وَأْتُوهَا تَمْشُونَ وَعَلَيْكُمْ السَّكِينَةُ) متفقٌ عليه.

بل لما سمع من أصحابه سرعةٌ إلى الصلاة أرشدهم إلى السكينة ففي مسلم سمع جلبةً، فقال: (مَا شَأْنُكُمْ ؟) قَالُوا: اسْتَعْجَلْنَا إِلَى الصَّلاةِ، قَالَ: (فَلا تَفْعَلُوا، إِذَا أَتَيْتُمْ الصَّلاةِ فَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا سَبَقَكُمْ فَأَتِمُّوا).

وفي القيام للصلاة قال: (إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ) رواه البخاري.

وفي الحج لما دفع من عرفة سمع وراءه زجرًا شديدًا، وضربًا وصوتًا للإبل أشار إليهم بسوطه، وقال: (أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ).

والعلم يحتاج إلى رويةٍ وسكينة، قال عمر رضي الله عنه: تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحِلم؛ ولهذا طبَّق هذا رضي الله عنه، فقال فيه عليٌّ رضي الله عنه: كنا نتحدث أن السكينة تنطق على لسان عمر وقلبه.

يقول: وأما عن مواطنها واستجلابها فاسمع إلى ما ذكره ابن القيم في (أعلام الموقعين) والمقصود أن العبد محتاجٌ إلى السكينة عند الوساوس المعترضة في أصل الإيمان ليُثبت قلبه ولا يزيغ، وعند الوساوس والخطرات القادحة في أعمال الإيمان؛ لئلا تقوى وتصير همومًا، وغمومًا، وإرادات ينقص بها إيمانه، وعند أسباب المخاوف على اختلافها، ليثبت قلبه، ويسكن جَأْشه، وعند أسباب الفرح؛ لئلا يطمح به مركبه، فيجاوز الحد الذي لا يُعبَر، فينقلب ترحًا وحزنًا، وكم ممن أنعم الله عليه بما يُفرِحه، فجمح به مركب الفرح، وتجاوز الحد، فانقلب ترحًا عاجلًا، ولو أُعِين بسَكِينة تعدل فرحه، لأُرِيد به الخير، وعند هجوم الأسباب المؤلمة، على اختلافها الظاهرة والباطنة، فما أحوجه إلى السكينة حينئذ، وما أنفعها له وأحسن عاقبتها، والسكينة في هذه المواطن علامةٌ على الظَّفَر، وحصول المحبوب، واندفاع المكروه، وفقدها علامةٌ على ضد ذلك.

قلت ما سمعتم وأستغفر الله، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الحطبة الثانية

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

السكينة أيها المسلمون تُطلب في مواطن الذكر وحِلق العلم، وتلاوة القرآن، والجلوس في المساجد، ومدارسة العلم، وذكر السلف الصالح، وبث الخير والحكمة في البيوت، وتعليم الأولاد ما ينفعهم، وتدريبهم على مصالحهم، ومجالسة الصالحين، والتفقه في الدين.

ففي صحيح مسلم (مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ)، وفي رواية (في مقعدٍ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ).

ولما كان رجلٌ يقرأ سورة الكهف وعنده فرسٌ مربوطٌ بشطنين فتغشته سحابة، فجعلت تدور وتدنو، وجعل فرسه ينفر منها، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال عليه الصلاة والسلام: (تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ للْقُرْآنِ) متفقٌ عليه.

وهي توفيقٌ من الله لعبده، يقول ابن القيم عن هذه المنزلة أي: منزلة السكينة: من منازل المواهب لا من منازل المكاسب.

وليحرص المرء على اكتسابها والتخلق بها، السكينة -وفقكم الله-لكل نعمةٍ كريمة نعمةٌ ومِنَّة، ومغنمٌ ومكرم، قال ابن مسعودٍ رضي الله عنه: السكينة مغنم وتركها مغرم.

ومما يُعين على اكتسابها الحرص على التحلي بمكارم الأخلاق، وتعويد النفس وضبطها، وكذا الصبر فهي بلسمًا لجراحه، ودواءً لمرضه وبلائه، فالصابر يتلقى المكاره بالقبول فيحبس نفسه عن الانفعال والتسخط.

‏والصبرُ مثل اسمه مر مذاقته

 

لكن عواقبه أحلى من العسل

وكذا مصاحبة ذوي الطبع الهادي، وأصحاب السكينة والوقار والتأني، فالمرء على دين خليله، والطِّباع سراقة، قال ابن المبارك في مسعر بن كدام رحمهما الله: من كان ملتمسًا جليسًا صالحًا فليأت حلقة مسعر بن كدام فيها السكينة والوقار، وأهلها أهل العفاف وعلية الأقوام.

ويقول الآخر:

‏ أهلًا بقومٍ صالحين ذوي تقى

 

خير الرجال وزين ملاء

يسعون في طلب الحديث

 

بعفةٍ وتوقرٍ وسكينةٍ وحياء

لهم المهابة والجلالة والتقى

 

وفضائلٌ جلَّت عن الإحصاء

السكينة هدوء القلب والنفس وسكونها، كان شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- إذا اشتدت عليه الأمور قرأ آيات السكينة وهي ست آياتٍ في القرآن، يقول ابن القيم –رحمه الله-: سمعته يقول في واقعةٌ عظيمةٌ جرت له في مرضه تعجز العقول عن حملها، قال: فلما اشتد علي الأمر قلت لأقاربي ومن حولي: اقرؤوا آيات السكينة، قال: ثم أقلع عني ومن حولي، وجلست وما بي قَلَبَة.

قال ابن القيم –رحمه الله-: قد جربت أنا أيضًا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه، فرأيت لها تأثيرًا عظيمًا في سكونه وطمأنينته، وذكر ذلك في (مدارج السالكين).

ولما ذكر الفيروز آبادي هذه القصة في (بصائر ذوي التمييز) قال: وقد جربتها الأكابر عند اضطراب القلب مما يرد عليه، فرأوا لها تأثيرًا عظيمًا.

ومما يُتنبه له:

أن من قرأ آيات السكينة في مواقف الخوف والفزع، أو في مواقف الشبهات والفتن، أو عند الهم والحزن، أو عند اشتداد وساوس الشيطان يقرأها رجاء أن يُثبت الله قلبه بما ثبت به قلوب أنبيائه وعباده المؤمنين، فلا حرج عليه قراءتها ورُجي أن يكون له أثرٌ في ذلك شريطة ألا ينسب قراءة هذه الآيات، وبهذه الكيفية إلى الشريعة، ولا يتخذه عبادة تُشبه عبادة الأذكار والأدعية الثابتة.

المشاهدات 1967 | التعليقات 2

نفع اللهُ تعالى بما خطّت يمينُك يا شيخ خالد ، وفعلاً هذا الموضوع نحن في حاجةٍ ماسّةٍ له في مثل هذه الأزمنةِ الّتي غلب على أهلِها طباع العجلةِ والتسرُّع في الحُكم على الأشياء بما يُخرجنا عن دائرةِ التروّي والتثبّت إلى دائرة الاتهام المُفضي إلى النّدم ، وكذلك بحاجةٍ إليه فيما يخُصّ الثبات الإيمانيّ في خضمّ التقلّبات المريرة المُتسارعة ، في أجواءٍ تشوبُها الفِتن والقلاقل في عالمنا الإسلاميّ والله المُستعان !


جزاك الله خيرا